سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

أمامنا نموذجان في الدبلوماسية التركية:

1- قدمت تركيا مساعدات طبية إلى 82 بلدًا تكافح كورونا.

2- بدعم من القوات التركية تمكنت الحكومة الليبية من استعادة مواقع هامة من مليشيات حفتر. 

النموذج الأول يتعلق بقدرات تسمى في العلاقات الدولية "القوة الناعمة"، أما الثاني فهو عرض لقدرات "القوة الخشنة". 

تمضي تركيا قدمًا في هذين المجالين خلال الآونة الأخيرة. فهي تستعرض في الوقت ذاته قوتيها "الناعمة" و"الخشنة"، ويحظى أداؤها في المجالين باهتمام إقليمي، وحتى عالمي.

***

النموذجان المذكوران يشكلان استمرارًا لخطوات أقدمت عليها تركيا منذ مدة. لننظر الآن في الحملات الرئيسية للقوة الناعمة:

** المساعدات: أوصلت أنقرة بسرعة البرق مساعدات طبية للبلدان التي تواجهة مصاعب في أزمة كورونا. وقدمت المساعدات إلى الدول المتقدمة والحلفاء والأصدقاء بما فيها الولايات المتحدة، علاوة على بلدان إفريقية وآسيوية.

قدمت أنقرة المساعدات بدوافع إنسانية، لكن للمساعدات بعد سياسي أيضًا، فهي تمتلك تأثيرًا إيجابيًّا على صورة وسمعة تركيا. 

** الخدمات الصحية: كما أظهرت تركيا تمتعها ببنية تحتية جيدة في الخدمات الصحية في أزمة كورونا، وفرت إمكانية التعاون مع البلدان الأخرى. مثلًا، تتيح إمكانية معالجة المرضى الأجانب في مستشفياتها الحديثة. 

** فرصة التعليم: يشكل التعليم جزءًا من "القوة الناعمة" الجديدة لتركيا. منذ مدة وعشرات الشبان القادمين من بلدان مختلفة في العالم يتابعون دراساتهم العليا في تركيا، بدعم مالي من أنقرة.

** المواصلات: ساهم بناء الخطوط الجوية التركية شبكة تغطي أنحاء العالم، في جعلها أداة فعالة للتعريف بتركيا، بقدر الدعاية لنفسها. 

***

نأتي الآن إلى استعراض القوة الخشنة لتركيا. 

** الوجود العسكري: كشفت تركيا في الآونة الأخيرة عن وجود على الصعيد العسكري لها خارج الحدود من خلال العمليات العسكرية في سوريا والعراق، إلى جانب قواعد عسكرية في قطر والصومال. 

** الصناعات الدفاعية: لم تعد تركيا تصنع الأسلحية التقليدية فحسب، بل أصبحت تنتج الطائرات المسيرة من طرازات مختلفة، والغواصات علاوة على الكثير من الوسائط العسكرية المتطورة جدًّا. وأضحت من البلدان المصدرة للمستلزمات العسكرية. 

بالمحصلة، تسعى تركيا للعب دور إقليمي وعالمي، وعلى غرار الفاعلين الآخرين، تواصل مزج قوتيها الناعمة والخشنة، وهذا يعتبر طابعًا هامًّا للسياسة الخارجية التركية.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس