ترك برس
أثارت تصريحات رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت بهتشلي، بشأن زعيم تنظيم "بي كا كا" الإرهابي عبد الله أوجلان، ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية التركية، حيث تباينت ردود الفعل تجاهها بين الرفض والدعم والحياد.
وفي خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن بهتشلي خلال كلمته أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية، الثلاثاء الماضي، عن إمكانية حضور زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون، عبد الله أوجلان، إلى البرلمان بعد إنهاء عزله.
وأوضح أن أوجلان قد يتحدث أمام الكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، ليعلن إنهاء "الإرهاب" في تركيا، وحلّ الحزب وتسليم السلاح، وذلك مقابل اتخاذ إجراءات تمنحه "الحق في الأمل" ضمن إطار التسوية.
و"الحق في الأمل" هو مصطلح يشير إلى منح المحكوم عليه بالسجن المؤبد المشدد، كبديل لعقوبة الإعدام، فرصة للعودة إلى المجتمع بعد قضاء فترة معينة، مع الحفاظ على الأمل في استعادة حريته.
وينطبق هذا المفهوم على حالة عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، الذي يقضي عقوبته في سجن جزيرة "إمرالي" منذ اعتقاله عام 1999 بتهمة "الخيانة والانفصال". وكان أوجلان قد حكم عليه بالإعدام، لكن في عام 2002 تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.
وفي توافق واضح مع حليفه القومي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية استغلال الفرصة التاريخية التي يقدمها تحالف الجمهور لحل القضية الكردية
رئيس حزب "الجيد"، مساوات درويش أوغلو، عبّر عن غضبه الشديد من تصريحات بهتشلي، حيث لوّح في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه، بحبل إعدام، مخاطبا بهتشلي بالقول: خذ هذا الحبل الآن وعلّقه في غرفتك، في إشارة إلى دعوات بهجلي عام 2007 لإعدام أوجلان.
بدوره، وصف رئيس حزب "الظفر"، أوميت أوزداغ، وصف تصريحات بهتشلي بأنها "جنون سياسي"، معبراً عن استيائه الشديد.
وأضاف أن القوميين يشعرون بخيبة أمل كبيرة، معتبراً دعوة بهجلي لأوجلان إلى البرلمان خيانة للمحاربين القدامى والشهداء والشعب التركي.
وفي السياق ذاته، أعرب رئيس حزب الرفاه الجديد فاتح أربكان عن استيائه قائلاً: "إن السماح لأوجلان بالتحدث في البرلمان أمر لا يمكن تصوره"، معتبراً أن هذا الاقتراح يعد ضربة قوية لجهود الشعب في محاربة الإرهاب وتخليداً غير لائق لذكرى الشهداء.
من جانبه، انتقد رئيس حزب الديمقراطية غولتكين أويصال تصريحات بهجلي، قائلاً: "لم يتبق إلا أن يقول بهجلي لنقلد أوجلان الرتب العسكرية ونجعله باشا."
أما رئيس حزب الوطن دوغو برينتشك فاعتبر تصريحات بهتشلي بأنها تمنح "بي كي كي" الجرأة والشرعية، واصفاً إياها بـ"المتهورة".
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، قد أكد أن أي خطوة تهدف إلى إنهاء العنف وتوحيد تركيا "لها قيمة". وأضاف "إذا كانت هذه الخطوة ستوقف نزيف الدماء ودموع الأمهات، سواء الكردية أو التركية، فنحن نقدم لها دعمنا الكامل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!