ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "يتعين على العالم الإسلامي أن يضع خلافاته جانبا وأن يدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما المشروع".
وشارك الرئيس أردوغان في البرنامج الافتتاحي للدورة الأربعين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري "كومسيك" لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول.
وفي كلمة القاها بهذه المناسبة قال الرئيس أردوغان: إن "الاعتراف بدولة فلسطين خير جواب على العدوان الصهيوني على غزة ولبنان".
وكرر دعوته لجميع الدول للاعتراف بدولة فلسطين، وقال: إن " الفلسفة التأسيسية والأهداف الرئيسية لمنظمتنا تشمل تحرير فلسطين من الاحتلال، ويتعين علينا أن نظهر تضامننا ووحدتنا أقوى من أي وقت مضى من أجل التوصل إلى حلول دائمة تخدم هذا الغرض. على العالم الإسلامي أن يضع خلافاته جانبا وأن يدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما المشروع".
"جغرافيا العالم الإسلامي أصبحت مرادفة للدم والألم والدموع والعنف كما لم يحدث من قبل في تاريخها"
أشار الرئيس أردوغان إلى أن البشرية جمعاء وخاصة المسلمين، منذ الاجتماع الأخير للجنة وحتى يومنا مرت بعام مليء بالاختبارات القاسية، مضيفًا: إن " جغرافيا العالم الإسلامي أصبحت مرادفة للدم والألم والدموع والعنف كما لم يحدث من قبل في تاريخها. لقد شهدنا واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في القرن الماضي، ولا تزال مستمرة بجوارنا في غزة. حيث استشهد 50 ألف من إخوتنا الفلسطينيين في المجازر التي بدأت مع العدوان الإسرائيلي على غزة قبل 3 أشهر، وأصيب أكثر من 100 ألف في نفس الهجمات. إن ثلثي الشهداء والجرحى هم من النساء والأطفال والرضع. لقد سجنوا 2 مليون شخص في مساحة ضيقة تبلغ 360 كيلومترا مربعا، وتركوهم بلا ماء أو طعام أو دواء، ثم اكتفوا بمشاهدتهم وهم يموتون. حتى ونحن نجتمع هنا مازال أطفال الأمة يموتون ويتيتمون في غزة ولبنان. نحن جميعا نشهد حالة من انعدام الضمير في غزة ولاحقا على مدى الأسابيع الستة الماضية في لبنان وهو ما يعيد إلى الأذهان معسكرات الإبادة التي أنشئت في وسط أوروبا أبان الحرب العالمية الثانية".
"النظام الصهيوني ومؤيدوه ينفذون كافة أنواع الاضطهاد منذ 13 شهرا"
لفت الرئيس أردوغان الانتباه إلى الألم والحزن والمجازر وجرائم القتل في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر الـ 13 الماضية، وأردف بالقول: إن "أفئدتنا محطمة جراء همجية جعل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة أو سنتين بمثابة لوحة هدف من قبل القناصة. على الرغم من كل ما سبق إلّا أننا رأينا البطولة في غزة، ورأينا الشجاعة، ورأينا جميعًا ما يعنيه حب الوطن. لقد رأينا كيف قاوم أسود غزة ببطولة ضد آلة القتل المتغطرسة، المدعومة عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا من القوى الغربية".
وتابع: "لقد قدم الشعب الفلسطيني 50 ألف شهيد في 13 شهرا، وعلى نحو مماثل ضحى إخواننا اللبنانيون بالعديد من أبنائهم".
كما قال الرئيس أردوغان: "لكن رغم ذلك فإن إخواننا الفلسطينيين لم يتنازلوا عن كرامتهم، ولم يتراجعوا قط عن إرادتهم في العيش بحرية في وطنهم. لقد مارس النظام الصهيوني ومؤيدوه كافة أنواع القمع والإبادة الجماعية على مدى 13 شهرا. لا أنهم لم يستطيعوا تركيع إخوتنا الفلسطينيين".
وأشار إلى أن البشرية جمعاء تشهد على مدى 13 شهرا، ملحمة الايمان وحب الوطن التي ألهمت الشعراء، واقتبس أبيات من شاعر فلسطيني قائلا: "هنا باقون فلتشربوا البحر.. نحرس ظل التين والزيتون.. ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين برودة الجليد في أعصابنا وفى قلوبنا جهنم حمراء... إذا عطشنا نعصر الصخر ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل".
"تركيا تعد أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية لغزة"
أفاد الرئيس أردوغان أن تركيا ومنذ اليوم الأول كانت واحدة من الدول التي اتخذت الموقف الأكثر تصميما ضد الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، مشددا على أنهم لن يستسلموا للتهديدات التي تستهدف شخصه وبلده من قبل "اللوبي الصهيوني"، الذي أخذ المنظمات الدولية ووسائل الإعلام والقوى العالمية كرهائن.
وقال: "أوصلنا إلى غزة حتى الآن أكثر من 85 ألف طن مساعدات إنسانية، بتسهيل من السلطات المصرية. وبهذا الرقم تعد تركيا أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية لغزة ".
من جهة أخرى أكد الرئيس أردوغان، على وقف المعاملات التجارية مع إسرائيل بشكل كامل والتضحية بحجم تجارة يبلغ حوالي 9.5 مليارات دولار، مشيرا إلى أنه وحكومته بذلوا قصارى جهدهم لمحاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية أمام القانون الدولي، وإلى تقديمهم بطلب للتدخل في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، واستطرد قائلا: " لقد أعربنا بوضوح عن رد فعلنا في كل المنابر الدولية تقريبا، وخاصة في الأمم المتحدة. وقبل حلول فصل الشتاء، قمنا بزيادة دعمنا لوكالة الأمم المتحدة لمساعدة الفلسطينيين، التي تغيث اللاجئين الفلسطينيين".
"أدعوا كافة الدول للاعتراف بدولة فلسطين"
قال الرئيس أردوغان: "كما تعلمون، اتخذت إسرائيل مؤخرا قرارا متطرفا بحظر الوكالة. ونعتقد أنه يتعين على دولنا الأعضاء تقديم المزيد من الدعم للوكالة في هذه الفترة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية المتزايدة. إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية خير جواب على العدوان الصهيوني على غزة ولبنان. وبهذه المناسبة أجدد دعوتي لجميع الدول للاعتراف بدولة فلسطين".
وتابع: إن " الفلسفة التأسيسية والأهداف الرئيسية لمنظمتنا تشمل تحرير فلسطين من الاحتلال، ويتعين علينا أن نظهر تضامننا ووحدتنا أقوى من أي وقت مضى من أجل التوصل إلى حلول دائمة تخدم هذا الغرض. على العالم الإسلامي أن يضع خلافاته جانبا وأن يدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما المشروع".
كما أشار الرئيس أردوغان إلى أنهم بحاجة إلى إظهار تضامنهم ووحدتهم أقوى من أي وقت مضى من أجل التوصل إلى حلول دائمة من شأنها أن تخدم هذا الغرض، وأضاف: " يتعين على العالم الإسلامي أن يضع خلافاته جانبا ويدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما وبخلاف ذلك لا نستطيع منع النار التي أشعلتها إسرائيل في غزة ونقلتها إلى لبنان، من أن تطوق منطقتنا برمتها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!