محمد أوفور - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس        

ما تزال لقاءات البحث عن حلول لتحالفات خلاقة قائمة، وكان اخرها لقاء داود أوغلو رئيس الوزراء مع الرئيس العام للحزب الجمهوري كمال كيلتشدار أوغلو، فبعد 16 عام من لقاءات شبيهة نحاول ان ننسى ما نتج عن سابقاتها لنصب جام تركيزنا على الذي بين أيدينا لعلنا نحصل على جديد، أما النتائج الحقيقية لهذه اللقاءات سوف نراها بعد عطلة العيد، فسنرى الخطوط الحمراء والمساومات السياسية وعمليات الوعي في محاولة للتأثير على الراي والمزاج العام.

في نفس السياق وفي مشاركتي للإفطار الذي نظمه حزب العدالة والتنمية وشارك فيه رئيس الوزراء داود أوغلو، كانت كل طاولات الإفطار تعج بالنقاشات والحوارات الساخنة وكلها في موضوع التحالفات، وكانت معظم الحوارات تصب في محصلتها وتفضي بان القاعدة الأساسية للحزب لا تأتمن الحزب الجمهوري وانهم يفضلون الانتخابات المبكرة.

في حوارات المائدة المستديرة على وجبات الإفطار تناولت كل من حزب الشعوب الديمقراطية والحزب القومي والحزب الجمهوري، أما بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطية فلم يكن هنالك الكثير للحديث عنهم فقد انصبت كل الآراء على عدم وجود فرص للتحالف معهم، أما الحزب الجمهوري فقد أتت التعليقات اننا لا نستطيع ان نأتمنهم فلو شكلنا حكومة معهم لن نعلم ما الذي قد يحصل في المستقبل في اثناء وجودهم في الحكومة. واما الحزب القومي فقد كنت النظرات أكثر إيجابية وكان الحديث يبدا بالفتائل وينتهي بغير ذلك، وكان الاجماع على اننا نستطيع ائتمانهم بشكل أكبر لاكن عواقب التحالف معهم وخيمة.

اما بالنسبة للقاعدة الأساسية في القيادة والأعضاء من الاكراد فقد كانت لهم اراء أخرى، فبالرغم من معرفتهم لتعقيدات العلاقة مع حزب الشعوب الديمقراطية وان الأخير يستمر بضرب الفرص المتاحة له عرض الحائط، فهم يرون في مبدئ ان المستفيد من "عملية الحل" والتي يستفيد منها الاكراد بشكل أكبر والتي بدأت في غرف ودهاليز حزب الحرية والعدالة تقاطعا للتواصل والتقارب مع حزب الشعوب الديمقراطية، فهم يحاولون تمرير رسالة مفادها بان تحالف مع الحزب الكردي ضمن هذا الإطار وارد وفي ضمن المعقول. لكن التجاوزات الأخير لحزب العمل الكردستاني ومهاجمته للسد العسكري تضع هذه التوقعات والاقتراحات في مهب الريح.

اما اهما ما اريد ان اخبركم به عن تلك الليلة وهو حقيقة ان القاعدة الكردية في حزب العدالة والتنمية لم نعد نسمع لها صوت بسبب الظروف الصعبة التي تركت بها. وعلى الرغم من الظروف الصعبة المحيطة بالأكراد وكذلك الخيارات السياسية التي اختارتها تلك التكتلات الا ان الحكومة ومن ورائها حزب العدالة والتنمية ما زال مصمما على الدفع نحو اصلاح سياسي اجتماعي أكثر عدلا وانصافا لهذه التكتلات السياسية.

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس