ترك برس

"بورصة (Bursa)" هي رابع أكبر مدينة في تركيا، وهي مركز وعاصمة محافظة بورصة. تقع شمال غرب البلاد بين مدينتي إسطنبول وأنقرة، وبلغ عدد سكانها سنة 2010 حوالي 1,2 مليون نسمة، وهذا يعني أنها رابع مدينة بعدد سكانها في تركيا وإحدى أكبر المدن الصناعية التركية، يعود تاريخ المنطقة إلى العصر النحاسي (5000-3500 قبل الميلاد)، وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين في عام 395م خضعت المنطقة لحكم البيزنطيين، وبعد الفتح العثماني أصبحت "بورصة" عاصمة الدولة العثمانية في الفترة من 1326 إلى 1365 حيث أطلق عليها في تلك الفترة "خداوندكار" (وتعني "هدية الله").

ولقبت هذه المدينة "بورصة الخضراء" بسبب كثرة الحدائق العامة والمتنزهات الموجودة حولها، فضلا عن الغابات المتنوعة الشاسعة المنتشرة حول المنطقة، وبجوار المدينة يقع جبل "أولوداغ" الذي يرتفع عاليا خلف مركزها وهو أيضا منتجع شهير للتزلج، وتنتشر في تلك المدينة أضرحة السلاطين العثمانيين الأوائل كما أن فيها العديد من مباني العهد العثماني التي تشكل معالم رئيسية للمدينة. 

بورصة اليوم وريثة عهود زاهرة، شوارعها وأحياؤها متعرجة غنية بالساحات والمساكن التاريخية ذات السقوف المسنّمة القرميدية، وتنتشر بينها المعالم الحضارية والعمرانية التاريخية والمباني الأثرية ذات القيمة المعمارية الكبيرة مثل الجوامع (الجامع الكبير وجامع مراد الأول والجامع الأخضر وجامع المرادية)،  والأضرحة ومدافن سلاطين آل عثمان وأسرهم، وكذلك حمامات المياه المعدنية مثل الحمام القديم والحمام الجديد وحمام "قره مصطفى باشا" وحمام "أرموتولو" للنساء وغيره، والفنادق المزودة بالمياه المعدنية وغيرها من المنشآت السياحية والعلاجية ومن بينها منشآت خدمة الرياضة والسياحة الشتوية في جبل "أُولوداغ".

تعد ولاية بورصة من المناطق الزراعية المشهورة في تركيا وتنتشر فيها أشجار التوت. وهي ركيزة لتربية دود القز وصناعة الحرير الذي تحتل فيه "بورصة" مركز الصدارة في تركيا. ومن صناعاتها صناعة النسيج وحفظ الأغذية ومنتجات الألبان، ولها شهرة عالمية ومحلية في الميدان السياحي لما تحويه من كنوز تاريخية وأثرية وثقافية (في مكتباتها نحو 7000مخطوطة عربية وفارسية وعثمانية) وترفيهية رياضية واستشفائية علاجية بالمياه، وتربطها بباقي أنحاء تركية مواصلات جيدة بينها رحلات جوية داخلية إلى مطارها ومنه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!