
ترك برس
أكد خلوق بيرقدار، المدير العام لشركة "بايكار" التركية الرائدة في صناعة الطائرات المسيّرة، أن تركيا بحاجة إلى تعزيز قدراتها في مجال الصناعات الدفاعية، وتبني مفاهيم جديدة تتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة والواقع الجيوسياسي المتغير.
وفي كلمة له خلال فعالية متخصصة بالصناعات الدفاعية نُظمت في إسطنبول، قال بيرقدار: "العالم بات أكثر ظلماً، والمنطقة التي نعيش فيها لا تحتمل الفراغ، والتهديدات أصبحت أكثر تهوراً. لذلك لم تعد الصناعات الدفاعية الحالية كافية".
وشدد على أهمية تطوير أنظمة منخفضة التكلفة، قابلة للإنتاج السريع وبكميات كبيرة، ويمكن استخدامها وحتى التضحية بها عند الضرورة في ساحات القتال، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى ترسيخ مفهوم جديد للدفاع، يعزز من قدرتنا على الاستجابة السريعة والفعالة للتحديات".
وختم بيرقدار بالقول: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل على طريق بناء منظومة دفاعية قوية، لا من أجل اليوم فقط، بل من أجل مستقبل تركيا أيضاً".
بيرقدار وبصفته مدير عام إحدى أهم شركات الصناعات الدفاعية في تركيا والعالم، إذ أنها مصنعة مسيرات بيرقدار الشهيرة، لاقت اهتماما كبيرا في الإعلام التركي والعالمي، ودفعت لتساؤلات عما إذا كانت تركيا تتجه إلى تغيير منهجها في الصناعات الدفاعية عبر اعتماد مفهوم "التكلفة المنخضة والإنتاج السريع".
وتتزامن تصريحات بيرقدار مع تطورات الصراع الإسرائيلي الإيراني والذي أظهر تغيراً في مفهوم موازين القوى والحروب، لا سيما وأنه جاء بعد أسابيع قليلة من هجوم أوكراني في قلب روسيا، أيضاً باستخدام تقنيات وأساليب غير تقليدية في تاريخ المعارك.
شهدت الصناعات الدفاعية التركية تطوراً لافتاً خلال العقدين الماضيين، وتحولت من الاعتماد شبه الكامل على الاستيراد إلى تحقيق مستويات متقدمة من الاكتفاء الذاتي والتصدير. هذا التحول جاء نتيجة استراتيجية وطنية قادتها الدولة التركية لتقليل التبعية الخارجية وتعزيز القدرات العسكرية في مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية.
ولم تعد الصناعات الدفاعية التركية مجرد ركيزة عسكرية، بل أصبحت أيضاً أداة سياسية واقتصادية، تعزز مكانة تركيا الإقليمية والدولية، وتدفع نحو الاستقلال الإستراتيجي في قرارات الأمن القومي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!