محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

ذكّرني تصرّف الحكومة الألمانية وأذرعها السرية كدولة عظمى، بقصة المزارع الذي أحال ثورا عجوزا للتقاعد.

عندما تقاعد الثور العجوز، سمح له المزارع بالرعي مع الأبقار في المرج، كان الثور العجوز يتجول بسكينة وهدوء بين الأبقار. بعد ذلك قام المزارع بشراء ثور شاب، وجعله أيضا يرعى بين الأبقار.لاحظ المزارع أن الثور العجوز بدأ يخرج دخانا من أنفه، ويحفر الأرض بأقدامه الأمامية.

اقترب المزارع من الثور وانحنى بالقرب من أذنه وقال: "لماذا تقوم بذلك؟ لماذا تتصرف كثور شاب؟"، أجاب الثور العجوز: "ألا تفهم؟ أتصرف هكذا حتى لا يعتقد الثور الشاب أنني بقرة أيضا".

هل هذا دور قوة عظمى؟

يبدو أن ألمانيا التي بدأت الحرب العالمية الثانية مبالغة بقوتها لتهزم بعد ذلك، ألمانيا التي توحدت بصعوبة بعد انقسامها، يبدو أنها بدأت تعتبر نفسها قوة عظمى من جديد.

لا أعلم إن اطلعتم على التصريح الصحفي للرئيس الأسبق لدائرة الاستخبارات الألمانية "هانز جورج ويك" أم لا، لكن سأنقل ما قال باختصار: "الحكومة الألمانية أعطت تعليمات لدائرة الاستخبارات بالتنصت على تركيا. ألمانيا تعيش توترات بين الأكراد وغير الأكراد. ربما حاولوا من خلال التنصت أخذ معلومات حول هذه القضية. أعتقد أنّ اتخاذ هذا القرار كان بتأثير سياسي داخلي".

ليلة "شنق قلعة"

المتخصص في الشؤون الاستخباراتية "إريك شميدت" ذكّرنا بأن أجهزة المخابرات تلعب دوما دورا مزدوجا، حيث يقول: "أجهزة الاستخبارات تتعاون مع الدول الأخرى ولكن بنفس الوقت تستمر بجمع المعلومات عن تلك الدول. تركيا أصبحت قوة متوسطة في المنطقة ولها حدود مع سوريا، العراق ، إيران. تتحكم تركيا أيضا بمضيق الدردنيل (مضيق شنق قلعة) وهي مرشحة للانضمام لدول الاتحاد الأوروبي. لهذا قد يكون الألمان يريدون معرفة التوازنات الداخلية في تركيا، وهل هناك دولة عميقة أم لا".

ماذا سيحدث الآن؟

"شميدت" ذكر أيضاً الدول التي تم التنصت عليها نهاية الثمانينات خلال عهد رئيس الوزراء الأسبق "هيلموت كول" والتي كان على رأسها إنجلترا، فرنسا، أمريكا.

ما رأيكم بعد هذه التوضيحات؟ أتساءل عن ماهية التغييرات التي ستحصل نتيجة حصول ألمانيا على هذه المعلومات بعد التنصت على عدد من الدول ولاحقا على تركيا؟ أتساءل هل من الأفضل أن نغلق عليهم مضيق الدردنيل؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس