ترك برس

أكّد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خلال حديثه بالأمس للتلفزيون الصيني (CCTV) أنّ الدين الإسلامي بريء من تنظيمات مثل داعش وغيرها ممّن يدّعون أنفسهم بالمتدينين ويقومون بأعمال تسيء إلى سمعة الإسلام والمسلمين.

وأوضح أردوغان أنّ مبادئ الدّين الإسلامي يرفض التشدّد ويدعو إلى الاعتدال وأنّ كلمة الإسلام أصلها "السلم"، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "خير الأمور أوسطها".

كما ذكر أردوغان أنّ قتل إنسان واحد دون عذر يعد مثل قتل الإنسانية جمعاء، وذلك حسب تعاليم الدين الإسلامي، ففي هذا السياق قال أردوغان: "إنّ هذا الدين يعد قتل شخص واحد من دون ذنب، بمثابة قتل للإنسانية بشكل عام. وإنّ إحياء شخص واحد في ديننا هو بمثابة إحياء للبشرية عامة".

وعن تفاصيل زيارته إلى الصين والمحادثات الثنائية التي أجراها خلال هذه الزيارة، أفاد أردوغان بأنّ الوفدين التركي والصيني تباحثا في مواضيع شتّى تهمّ البلدين، وأنّهما تناولا عدّة مسائل اقتصادية، منها ما يخص البنية التحتية والبنية الفوقية، متمنيًا في الوقت ذاته أنّ تكون زيارته هذه وسيلة لتنفيذ هذه الاتفاقيات على أرض الواقع خلال الفترة القادمة.

وتطرّق أردوغان إلى أهمية الزيارة التي يجريها إلى العاصمة الصينية والتي تصادف الذكرى السنوية الـ 45 لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث قال في هذا الصّدد: "أعتقد أنّ الزيارة التي نجريها للصين تستحوذ على أهمية بالغة لا سيما أنها تصادف الذكرى الخامسة والأربعين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. ففي عام 2010 وعندما كنت أشغل منصب رئاسة الوزراء في تركيا، أجريت زيارة إلى الصين وقمنا أنذاك بالتوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي المشترك مع الصين وقد تضمنت هذه الاتفاقية التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والاستراتيجي بالإضافة إلى المجالات الثقافية".

وأعرب أردوغان عن اعتقاده "أنّ عام 2015، سيكون من الأعوام المهمّة بالنسبة للصين وتركيا لا سيما أنّ تركيا ستحتضن في 15 – 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، قمّة الدول العشرين وستقوم بتسليم رئاسة القمة في 1 كانون الثاني/ يناير من العام القادم إلى الصين".

كما ذكّر بالأهداف التي تمّ تحديدها خلال عام 2010 والتي تمثّلت برفع سقف التبادل التجاري بين البلدين إلى 50 مليار دولار أمريكي، مشيرًا إلى أنّ محادثاته مع الصينيين، تناولت الأسباب التي أدّت إلى عدم تحقيق هذه الأهداف.

وأردف أردوغان في هذا الصّدد قائلًا: "إذا ما نظرنا إلى حجم التبادل التجاري بين الصين وتركيا، فإننا نجد أنّ الصين تصدّر بضائعها إلى الأسواق التركية بمقدار 21 مليار دولار سنويا، بينما تستقبل البضائع التركية التي تقدّر بـ 3 مليار دولار. فهناك فجوة كبيرة بين صادرات البلدين وعلينا أن نقوم بتضييق هذه الفجوة لتتعادل الكفة بين الطرفين. وخلال محادثاتنا مع المسؤولين الصينيين تباحثنا سبل تضييق هذه الفجوة وآمل أنّ تقوم السلطات الصينية بإجراء التعديلات اللازمة على الضرائب المفروضة على البضائع الأجنبية التي تدخل أسواقها".

وفيما يخصّ الاتفاقية المبرمة حول شراء تركيا صواريخ من الصين، أوضح أردوغان أنّ المحادثات بهذا الشأن جارية وأنّ القيادة التركية ترغب في إنتاج الصواريخ مع الصين بشكل مشترك.

وردًّا على سؤال حول الانتقادات الموجهة إليه من قِبل المعارضة الداخلية قال أردوغان: "أترك تقدير تلك الانتقادات للشعب التركي. ففي الانتخابات الأخيرة قام أغلبية الشعب التركي باختياري رئيسًا للجمهورية. أنا لم أكن يومًا من الأيام سيدًا لهذا الشعب، بل كنت دائما خادمًا له. لكن المعارضة الداخلية وبعض الجهات العالمية تقوم بالتهجّم عليّ وبشكل لا يليق بالقيم الإنسانية. فأنا رئيس أحبّ شعبي وأسير معه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!