مليح التينوك - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يتم في هذه اللحظات وضع اللمسات الأخيرة على نتيجة اجتماعات حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري، فرغم البون الشاسع بين الحزبين، ورغم كل الخطوط الحمراء بينهما الا ان بعض الكتاب يؤثرون قرائه المشهد وكأنها غير موجودة، فيعمدون الى الكتابة متفائلين فتراهم وقد كتبوا بان ائتلاف بين الحزبين قد يساعد وبشكل كبير احتواء الاستقطاب الاجتماعي المتطرد والمتزايد، لكن ورغم الإيجابية الكبيرة التي ينظر كلا الحزبين بها الى ملف التحالف الا ان ردود غير إيجابية تبرز هنا وهناك في صفوف كلا الحزبين، فأعضاء حزب العدالة والتنمية الذين عاشوا لحظات التمرد التي قادها الحزب الجمهوري واعلنوا فيها " لن نجعلك رئيسا -يقصدون هنا اردوغان-" ليكونوا بذلك شهدوا الوجه الحقيقي الذي يخفيه الحزب الجمهوري.

في هذه الأجواء الملتهبة على طول وعرض المنطقة، تعيش تركيا محاولات محمومة من اجل تشكيل حكومة تسير الاعمال حتى انتخابات مبكرة، لكن في المقابل نرى ان المحاولات مع صدق أطرافها الا انها تدخل خانة تضييع الوقت، فما هي الاحتمالات الواردة للائتلاف حاليا؟ اما احتمال الحزب الجمهوري فهو ضعيف وبعيد المنال، ليكون بهذا ائتلاف مع الحزب القومي هو الاحتمال الأقوى والابرز في الصورة، اذ ان الحزب القومي دعا الى إمكانية الاقدام الى ائتلاف وتشكيل حكومة من اجل تسيير الأمور حتى الانتخابات المبكرة.

إذا كانت كل الأمور تشير الى ان الوضع ذاهب الى انتخابات مبكرة؛ فسيقول قائل ما الذي سيتغير في هذه الانتخابات المبكرة؟ الذي سيتغير هو نتيجة التصويت، اذ ان المصوتين في الجولة الماضية كانت تخدعهم الدعاية التي دعت الى عدم ترك حزب العدالة والتنمية في الصدارة لمنعه من تشكيل حكومة لوحده، لكن بعد كل هذه الأيام وكل هذا الجدل الذي حصل بعد النتيجة الماضية، وعدم قدرة الأحزاب التي تامرت على افشال حزب العدالة والتنمية، وفشلها في التحالف او الاستفادة من الظرف الجديد؛ سيدفع كل هذا وغيره المصوتين الى تغيير آرائهم؛ وهو ما يعني تغير النتيجة المحتملة، ومن هذا نفهم ان الانتخابات القادمة وعلى الاغلب ستعيد حزب العدالة والتنمية الى الواجهة والقيادة من جديد.

في خضم كل هذه الاحداث المتضاربة والمتلاحقة في الشرق الأوسط، نرى كل يوم مجموعات جديدة وقديمة تتقدم باقتراحات لحل الازمات، وأخرى تتقدم بنداءات للأطراف كي تتعقل، وهنا أرى نفسي وقد دفعني وجداني لاستغل المقام وانادي: أيا ايتها التنظيمات الإرهابية من حزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري، إما ان تركنوا للسلم وتصبحوا اخوتنا واحبتنا، او تتركونا وشاننا، فان لم تفعلوا ذلك بطيب الخاطر كان بالإجبار، وإذا رحلتم ارجوكم لا تنسوا ان تأخذوا حزب الشعوب الديمقراطية معكم.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس