زهراء كرمان - تركيا بوست

تأسس "منتدى رابعة العالمي"، في سبتمبر/ أيلول 2013 بمدينة إسطنبول التركية، ويهدف إلى "بناء عالم جديد يسوده العدل والسلام، ومواجهة الظلم، ورفض الانقلابات، وتعزيز حقوق الإنسان"، وفق ما أعلنه القائمون عليه، وهم مجموعة من النشطاء في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية.

وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية لفض السلطات المصرية اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" في 14 أغسطس/ آب 2013. يقيم المنتدى برنامجا ثقافيا في إسطنبول، يومي 14 و15 من الشهر الجاري.

وذكر بيان صدر عن المنتدى الذي يضم مجموعة من مؤسّسات المجتمع المدني الدولية، أن الفعاليات المزمع إقامتها يومي 14 و15 الشهر الجاري، ستجري بالتعاون مع "جمعية الديوان للتعليم والأبحاث" (تركية مستقلة). وأشار البيان إلى أن النشاطات التي سيقيمها المنتدى بمناسبة "يوم رابعة العالمي"، ستنطلق في مركز "فاتح علي أمير أفندي" الثقافي بمدينة إسطنبول مساء يوم الجمعة، 14 أغسطس/ آب الجاري.

هذا، وسيتضمن حفل الافتتاح، عرضا لمشاهد تسجيلية، تستعرض ما جرى قبل عامين في ميدان رابعة، يعقبه عرض مسرحي، يجسّد فض رابعة، يليه توزيع جوائز لشخصيات قدّمت دعمها لنشاطات المنتدى. كما يعتزم المنتدى في اليوم الثاني من النشاطات، إقامة ندوة خاصة مكونة من 3 جلسات، ستحمل عنوان "الحكومة في العالم الإسلامي".

وفي هذه الحوار يحدثنا منسق منتدى رابعة الدولي، "جيهانغير إيشبيلير"، عن نشاطات المنتدى، ويوم رابعة الدولي. كما نتطرق في الحوار للقضية المصرية ودور تركيا في المشهد المصري في ضل حكومة الانقلاب.

حدثنا عن منتدى رابعة الدولي؟ ما نوع الأنشطة التي تقومون بها؟

منتدى رابعة العالمي أنشئ في 3 تموز 2013 بعد أحداث ميدان رابعة العدوية في مصر لتقف أمام الظلم والاحتلال والانقلابات في العالم الإسلامي ولتوحد الأشخاص والمؤسسات الذين يبحثون عن العدل والسلام والحرية. نقوم بأعمال الطباعة والنشر ولدينا أكثر من 400 عضو يتواصلون فيما بينهم لنعمل على الوقوف أمام الانقلابات والمظالم.

منذ أن أنشأنا المنتدى وحتى اليوم حقّقنا مئات الاجتماعات والأنشطة في مختلف أرجاء العالم. كما حاولنا إسماع صوت المظلومين خاصة في مصر وسوريا عن طريق نقل الأخبار 24 ساعة بأربع لغات مختلفة.

ما هو يوم رابعة العالمي؟

في 14 أغسطس من عام 2013 قام نظام الانقلاب في مصر بمجازر في ميدان رابعة والنهضة. وقد اعتبرت هيئات حقوق الانسان هذا الحدث الذي قتل فيه حوالي ألفا وخمسمائة مدني مجزرة العصر. حيث أنه لم يحدث في تاريخنا المعاصر أن قتل كل هذا العدد من المدنيين في فترة بهذا القصر. فقمنا نحن بعد عام من الحدث بإعلان 14 أغسطس يوما عالميا لتذكر مجزرة رابعة ولإعلان القِيَم التي تدافع عنها المنصة.

وقد اعترف السيد الرئيس "رجب طيب أردوغان" بيوم رابعة العالمي وأرسل رسائل خاصة بهذه المناسبة في العام الماضي.

ماذا تعني رابعة لكم؟ هل هي مصطلح سياسي أم تعبير حزبي أم إنساني؟

كلمة رابعة تذكّرنا قبل كل شيء بأمنا رابعة العدوية وبالمقاومة المصرية. وهي تعبر عن المقاومة والثبات والأصالة والشرف والإيمان والحرية والعدل. ولهذا يمنع الانقلابين ومؤيدوهم هذه الإشارة بحجة أنها سياسية. في حين أن إشارة رابعة ترمز للنور لا الظلام وللعدل لا الظلم وللحرية لا الأسر وللديمقراطية لا الانقلاب وللشرف لا الذل.

ما الأنشطة التي تخططون للقيام بها في  الذكرى السنوية ليوم رابعة العالمي؟

في هذه السنة ستحدث عروض ووقفات في كل عواصم العالم لذكر مجزرة رابعة ونبذ الانقلاب. وستُحكى حكاية شهداء رابعة للعالم أجمع. وفي إسطنبول سيكون هناك مهرجان وليلة ذكر في مساء 14 أغسطس. ستمنح بعض الجوائز للسيد أردوغان أولا ولبعض السياسيين الذين دعموا قضية رابعة وسيتم شكرهم. كما سيتم افتتاح معارض صور. وفي 15 أغسطس أيضا سيكون هناك مؤتمر بعنوان "الحكم الصحيح في العالم الإسلامي" في ضيافة جمعية ديوان واتحاد الطلبة الأتراك.

ماذا قدم المنتدى لقضية رابعة؟

لقد ساهم المنتدى بتخليد ذكرى القضية. كما أصبح المنتدى وسيلة للوقوف أمام الانقلاب ونشر الشعور بتأييد الشرعية. وفي هذه الأيام التي تعيش فيها الأمة الإسلامية نزيفا داخليا وتهب عليها عواصف شتوية بعد ربيعها أصبح المنتدى أملا للمجتمع المسلم ومصدر خوف للانقلابيين والمحتلين. وخاصة بين الشباب والنسل الجديد الذين نسميهم “هلال رابعة” أصبح المنتدى ملجأ لهم للوقوف أمام الانقلاب.

ماذا قدمتم للعالم الإسلامي والعربي؟

للأسف، العالم الإسلامي لم ينجح في الامتحان الذي خضع له في فترة الربيع العربي من مصر وتونس إلى اليمن. فبعض الأنظمة العربية دعمت انقلاب مصر بل ولازالت تدعمه. ولذلك يلعب منتدى رابعة دور المذكّر بالشرعية وممثلها في العالم الإسلامي. فنتمنى أن تزداد قوة هذه الشرعية في المنطقة ويعيش الشعب بسلام وأمن ورفاه.

كيف تنعكس قضية رابعة على تركيا؟ هل أحدثت نظرة الشعب التركي للقضية المصرية أي تغيير؟

لقد كان صدى قضية رابعة في تركيا قويا جدا بسبب موقف السيد أردوغان. ولكن هناك قسم لا يستهان به من الأتراك ينظر للقضية المصرية والإخوان ورابعة بشكل مختلف عن أردوغان. وقد حرص المنتدى على منع ازدياد هذه المعارضة إلى حد ما. وبجانب هذا فهناك قسم يعارض الحكومات التي تعتمد على إرادة الشعب وهو موجود في تركيا وقد حاولوا أن يضعفوا إرادة الشعب في تركيا بنفس الوقت الذي حدث فيه انقلاب مصر. ولكن الشعب التركي يحب الشعب المصري جدا ويعلم جيدا الروابط التاريخية بينهم. وأعتقد أن الشعب التركي الذي عاش كل تجارب الانقلاب سيدعم الشعب المصري وسيتعاطف معه دائما. وسيرحل الانقلابيون عاجلا أو آجلا.

إن منتدى رابعة يعادي الانقلاب ونظامه وهدفه الأصلي هو توحيد الشعوب العربية والإسلامية وخاصة في تركيا ومصر.

هل وصل يوم رابعة العالمي للنجاح الذي تطمحون إليه؟

لقد نجح يوم رابعة في تركيا رغم الضغوط والأوضاع غير المستقرة والتحديات. فلم يعد هناك في تركيا من لا يعرف رابعة ومرسي والسيسي وصراع الشعب المصري مع الانقلاب. ولكن علينا أن نعمل أكثر كي لا ينسى الجيل الجديد هذه القضية.

حدثنا عن موقف تركيا من أحداث مصر؟

تركيا تنتظر من النظام المصري أن يحرّر السجناء السياسيين وينتقل إلى حياة ديمقراطية. ويعلم الجميع أن موقف تركيا من الانقلاب واضح جدا. فهي لم توافق على المعاملة التي تلقّاها الرئيس المنتخب. وأرادت أن يحترم الجميع إرادة الشعب. وبجانب هذا فإنها تريد أن تطور علاقتها مع مصر وتعيد إحياء العلاقات الاقتصادية في المنطقة وهي تقوم باللازم لأجل هذا. لقد عبرت تركيا عن انزعاجها من التعدي على حقوق الإنسان والمجازر والعنف في مصر في كل فرصة. ولكن نظام الانقلاب في مصر واجه موقف تركيا بشكل عنيف. وهنا على نظام الانقلاب أن يتنازل عن موقفه ليحدث تقدم جديد وإلا فإن الوضع سيزداد سوءا مع الوقت وسيضر بالشعب المصري.

كيف تنظرون لقضية "محمد مرسي" أول رئيس منتخب في مصر؟

لقد أصبح محمد مرسي بطل الحرية في العالم الإسلامي بثباته أمام الانقلاب. فقد كان يدعو دوما لاحترام رغبة الشعب بالوسائل السلمية دون اللجوء لأي حل يتضمن العنف. وسيذكره العالم الإسلامي والأجيال القادمة بالخير دوما.

كيف ترون مستقبل مصر تحت ضل الانقلاب؟

إن لم يغير الانقلابيون وداعموه والمنظمات العالمية موقفهم من الانقلاب سيزداد وضع مصر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بالتدهور. فالتعدي على حقوق الإنسان أصبح أكثر مما كان عليه في فترة حسني مبارك. كما إن التضييق على المدنيين والاعتقالات العشوائية وكابوس الانقلاب أصبح يدفع مصر نحو التطرف والعنف والإرهاب. لقد كان أسوأ احتمال هو الحرب الأهلية في مصر ولكن مخالفي الانقلاب لم يلجؤوا للسلاح ومنعوا حدوثها بذلك.

نتمنى أن يبدأ نظام الانقلاب فترة انتقالية في مصر وتعود لمصر روح الثورة في 25 يناير 2011. فإن لم يحدث هذا فسيكون الفقر والفوضى والصراع بانتظار مصر.

عن الكاتب

زهراء كرمان

صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس