أفق أولوطاش – صجيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بحث العالم أجمع عن إجابة سؤال المليون دولار "كيف يمكن مواجهة داعش؟"، ولم يجد أحد الإجابة الصحيحة، وبالرغم من تطبيق بعض الإجابات، إلا أنّ النتيجة كانت الفشل، وهذا ما تثبته الحقائق على الأرض، فداعش لم تفقد أيّ شيء استراتيجي من نفوذها في العراق أو حتى في سوريا.

لم ينجحوا في إجبار داعش على التراجع، برغم كل الهجمات الجوية، وبرغم التعاون مع منظمات إرهابية مثل منظمة حزب العمال الكردستاني، والتعاون أيضا مع نظام الأسد الذي يمارس ارهاب دولة، وبرغم كل هذا لم يؤثروا بصورة فاعلة على داعش.

المناطق التي تم إعادة السيطرة عليها وسحب نفوذ داعش منها، لم تلب حتى الآن احتياجات التحالف الدولي، ولا تلبي طموحاته وطموحاتنا، ولهذا يجب أنْ يتراجعوا خطوة للوراء، ليدرسوا الأسباب التي أدت لفشلهم، وعليهم طرح سؤال "كيف لا يمكن مواجهة داعش؟".

أحد أسباب الفشل في مواجهة داعش، يتمثل في "المسلّمات" التي أصبح العالم يتحدث عنها فيما يتعلق بموضوع أسباب نشوء التنظيم، فهم سلفيون، جهاديون، ضد الغرب، يحبون الجنس، يؤيدون الخلافة، سنة ..الخ، وهذا ما نسمعه ونراه ونقرأه في الصحف والمجلات وعلى قنوات التلفزة، وهذا ما يقوله المحللون والخبراء والسياسيون.

لا يمكن مواجهة داعش، ما لم يتم الاتفاق مع العناصر الدولية التي تتحكم فيها وتدير شؤونها في المنطقة. والنقاشات الدائرة حول أسباب نشوء هذا التنظيم، يجب أنْ تبدأ من احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، وتمر عبر هدية إيران للمالكي وللأسد لارتكاب المجازر في العراق وسوريا، ويجب أنْ لا ينتهي بدور إسرائيل السلبي والعدواني في المنطقة.

لا يمكن مواجهة داعش، ما لم يتم إخراجها من كونها أداة لعمليات إقليمية تقودها قوى عالمية تتحكم فيها في الشرق الأوسط، وأكبر وسيلة يستخدمها هؤلاء لخداع الناس، هي أنْ تقوم داعش بالإعلان عن أنّ هذه القوى التي تتحكم فيها هي أعدائها، وتسحبها لاستخدام العنف في المنطقة، لكن داعش في الحقيقة لا تستهدفهم ولا تؤثر عليهم بشيء، ولذلك لا يمكن مواجهة داعش بهذه الطريقة.

لا يمكن مكافحة داعش، عن طريق إضعاف القوى التي أثبتت جديتها وصحة رؤيتها وصدق نواياها في مواجهة هذا التنظيم، فأكثر الدول التي دفعت ثمنا سياسيا واقتصاديا بسبب مواقفها الراسخة هي تركيا، فلا يمكن مواجهة داعش من خلال استخدامه كأداة لإضعاف تركيا وإضعاف تحالفاتها.

لا يمكن مواجهة ومكافحة داعش، عن طريق ضرب المعارضة السورية التي هي أكبر المواجهين الفعليين لداعش على الأرض. ولا يمكن مواجهة داعش عن طريق دعم منظمة ارهابية أخرى لمواجهتها، فقرار ترجيح دعم ارهاب منظمة حزب العمال الكردستاني لمواجهة ارهاب داعش، هو قرار فاشل تكتيكيا، فضلا عن الأبعاد غير الأخلاقية التي يتضمنها.

حزب العمال الكردستاني لا يملك القوة العسكرية ولا البشرية ولا الديمغرافية الكافية لمواجهة داعش، فلولا الدعم الجوي الحاصل عليه من قبل التحالف الدولي في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا لفقدها وخسرها منذ زمن، ولذلك لا يمكن مواجهة داعش في الرقة وفي دير الزور باستخدام ارهاب حزب العمال الكردستاني.

يجب على التحالف الدولي تنفيذ حملات جديدة ومغايرة، مثل تطبيق "المنطقة الآمنة"، وبدون أنْ يقوم بمثل هذه الحملات، لا يمكن مواجهة داعش بالأدوات الحالية.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس