جلال سلمي - خاص ترك برس

أعلن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، في تصريح صحفي له عقب اجتماعه مع رئيس البرلمان التركي عصمت ييلماز  بتاريخ 19 آب/ أغسطس 2015، بعد قيام زعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أغلو بإعادة مهمة تأسيس حكومة ائتلافية، بأنه يرجح إجراء انتخابات مُبكرة بدلا ً من إعطاء مهمة تأسيس حكومة ائتلافية لحزب سياسي آخر.

يُذكر بأن السيد أحمد داود أوغلو تسلم مهمة تأسيس الحكومة الائتلافية من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بتاريخ 9 تموز/ يوليو، وحاول داود أوغلو خلال هذه الفترة التحاور مع جميع الأحزب دون استثناء ولكن بعد وضع بعض الخطوط والشروط الحمراء من قبل بعض الأحزاب السياسية، اضطر داود أوغلو لإجراء مفاوضات ومباحثات تأسيس الحكومة الائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري.

التقى زعيما حزب العدالة والتنمية والشعب الجمهوري في أول لقاء رسمي لإعلان بدء عملية التباحث بينهما بشكل رسمي واستمرت عملية المفاوضات والتباحث بين اللجان التفاوضية الخاصة بالطرفين وكلقاء أخير لتحديد النتيجية إما إيجابية أو سلبية التقى زعيما الحزبين من جديد يوم الإثنين الموافق لتاريخ 13 أغسطس ولكن أعلن داود أوغلو، في تقرير صحفي له بعد هذا اللقاء، بأن الحزبين لم يستطيعا التوصل إلى اتفاق فيما بينهما يمكنهما من تأسيس الحكومة الائتلافية.

 بعد فشل أحمد داود أوغلو في تأسيس الحكومة الائتلافية اتجه للتفاوض مع حزب الحركة القومية في سبيل التوصل لتأسيس حكومة أقلية تستمر لمدة عام بهدف جلب الاستقرار السياسي والاقتصادي الغامض التي تعيشه البلاد في ظل عدم وجود حكومة سياسية وبهدف إدارة الانتخابات البرلمانية التي ستتم من جديد بعد عام ولكن بعد رفض حزب الحركة القومية لطلب حزب العدالة والتنمية، أعلن زعيمه داود أغلو بأنه لم يستطيع تأسيس حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية وبإنه مضطر إلى إعادة مهمة تأسيس الحكومة الائتلافية إلى رجب طيب أردوغان وقام بإعادة المهمة بلقاء رسمي عُقد بينه وبين رئيس الجمهورية بتاريخ 19 أغسطس 2015.

بعد إعادة داود أوغلو لمهمة تأسيس الحكومة الائتلافية أعلن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان أنه يفضل تأسيس حكومة انتخابات دستورية بديلًا عن إعطاء مهمة تأسيس حكومة ائتلافية لحزب برلماني سياسي أخر حتى لا يتم إضاعة المزيد من الوقت وحتى يتم إنقاذ تركيا من الترهل الأمني السياسي والاقتصادي التي تعيشه تركيا.

يُتوقع بأن يقوم الرئيس رجب طيب أردوغان بإعطاء مهمة تأسيس حكومة الانتخابات البرلمانية يوم الإثنين الموافق لتاريخ 24 أغسطس 2015، وبما أن الأسبوع القادم سيكون أسبوع خاص بتأسيس حكومة انتخابات دستورية في تركيا، إذًا فما هي حكومة الانتخابات الدستورية؟ وكيف يتم تأسيسه حسب الدستور وقانون الانتخابات التركيان؟

حكومة الانتخابات الدستورية

حسب المادة السادسة عشر من الدستور التركي والخاصة بإجراء الانتخابات البرلمانية ومايعقبها من إجراءات؛ تُعرف حكومة الانتخابات بإنها حكومةٌ يحِق لرئيس الجمهورية الإعلان عن تأسيسها في حال فشل حزب الأغلبية في تأسيس حكومة ائتلافية بديلًا عن إعطاء الأحزاب السياسية الأخرى مهمة تأسيس الحكومة الائتلافية، وتكون مهمتها الأساسية إدارة البلاد لحين قدوم فترة إجراء انتخابات برلمانية جديدة، وكما تقوم بإجراء التجهيزات اللازمة لإجراء الانتخابات المُبكرة التي تُعد المهمة الأساسية لها.

وأيضًا حسب المادة السادسة عشر والمادة السابعة للنظام الداخلي لمجلس الشعب التركي يتم تأسيس حكومة الانتخابات بالشكل التالي:

ـ بعد ترجيح رئيس الجمهورية تأسيس حكومة انتخابات بديلا ً عن إعطاء مهمة تأسيس حكومة ائتلافية للأحزاب الأخرى يقوم بالإعلان بذلك بشكل رسمي في الجريدة الرسمية للدولة ويقوم بأسرع وقت ممكن بتوكيل مهمة تأسيس الحكومة لأي شخص حزبي أو مستقل يراه مناسبًا حسب اعتقاده.

ـ بعد ذلك يتم توكيل أشخاص مستقلين من داخل البرلمان أو خارجه بتولي وزارة المواصلات والداخلية والعدالة، وبعد ذلك يتم توزيع الوزارات الأخرى حسب المُعدل البرلماني لكل حزب.

ـ يقوم رئيس مجلس البرلمان بتوزيع الوزارات نسبيا ً على الأحزاب ويقوم باستخراج نصيب كل حزب من الوزارات ويكون التوزيع نسبي يعتمد على نظام القائمة النسبية "دهنودت"، وفي حين رفض حزب برلماني الانضمام للحكومة يتم الاستعانة بأشخاص مستقلين من داخل البرلمان أو من خارجه.

ـ بعد إعلان رئيس وزراء حكومة الانتخابات الدستورية تأسيسها لا يحتاج لأخذ صوت الثقة من البرلمان بل يباشر في عمله بشكل مباشر.

ـ تعمل حكومة الانتخابات الدستورية إلى أن يقوم البرلمان المُنتخب جديدا  ً خلال الانتخابات المُبكرة بتأسيس حكومة تنفيذية حاصلة على صوت الثقة البرلماني.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!