جلال سلمي - خاص ترك برس

يرى  الكثير من الباحثين السياسيين والاجتماعيين الأتراك ويُلاحظ الكثير من الباحثين والمختصين السياسيين والاجتماعيين الأجانب بعد زيارتهم لتركيا بأن الشعب التركي على اتصال وثيق بجيشه وعناصر شرطته وعلى احترام وتقديس شديدين لهاتين المهنتين اللاتان يرى فيهما الفضل الكبير لأمنه واستقراره.

ويُرجع ميديام يانيق، في دراسة تقييمية له بعنوان "ألم، غضب، قلق" نُشرت على الصحفة الرسمية لموقع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر 2015، السبب الرئيس لتمسك الشعب التركي بجيشه وعناصر شرطته إلى "المنهج الأساسي الذي على أساسه تأسست الجمهورية التركية وهو المنهج الأمني الذي ينص على أن جميع الدول حول العالم هي أعداء لبعضها البعض وكل دولة في العالم تسعى إلى إلحاق الضرر بالدول الأخرى لتحقيق مصالحها القومية ولصد هذه المطامع من تلك الدول الطامعة لا بُد من جيش قوي ورصين وهذا المنهج دُرس بل غُرس في أذهان المواطنين الأتراك بقوة ودقة الأمر الذي جعل لسان حالهم يقول على طول المدى "جيش قوي، مهما كان نوعه وقيادته ونهجه، أفضل من تهديد أو احتلال أجنبي ينغض أمننا واستقرارنا" وهذا المنهج جعل المواطنين الأتراك مطاعين لجيشهم على الرغم من ظلمه الشديد لهم في بعض الأحيان.

ويضيف يانيق أن "هناك أسباب أخرى لتمسك الشعب التركي الوثيق والشديد بجيشه وعناصر  شرطته مثل العامل النفسي الذي يجعلهم يشعرون بمنة الجيش وعناصر الشرطة عليهم بالأمن والاستقرار والعامل العائلي حيث أن لكل عائلة عنصر مُجند تطوعي في الجيش التركي وغيرها الكثير من الأسباب التي يمكن ذكرها ولكن يُعد المنهج العلمي الغارس لفكرة قداسة الجيش وأهميته السبب الرئيس في جعل الشعب التركي يغضب ويقلق ويتألم كل مايصيب جيشه وعناصر شرطته من آلام ومصائب".

ويشير يانيق إلى أنه "من الطبيعي أن يقوم الشعب بالبكاء على شهداء وجرحى جيشه وشرطته الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون عن وطن هذا الشعب ويحاولون استتباب الأمن والاستقرار لهذا الشعب ومن أجل هذا الشعب، ولو سألنا أفراد الشعب التركي اليوم هل شعرت بالغضب على مقتل أكثر من 50 جندي يؤدي واجبه الوطني على الحدود مع العراق وسوريا في إغدير وداغلجا؟ بالطبع سيكون الجواب نعم لأن هذه الجنود قُتلت بيد غادرة وهي على الحدود وليس وهي داخل المدن تقتل المدنيين وتعذبهم وتشردهم".

ويؤكد يانيق بأن "هذا الألم والغضب يولد شعور موجع ومؤلم يجعل المواطنين الأتراك يسعون لفعل أي شئ من أجل إنقاذ جيشهم من هذا "الغدر والخيانة" وهو مادفعهم إلى الخروج الأسبوع الماضي إلى الشارع ليعبروا عن غضبهم وضجرهم الشديد من هذه الأحداث الدامية التي تصيب جيشهم من الداخل، للأسف، وليس من خارج الحدود".

ويؤكد الخبير والمختص في قضايا الإرهاب محمد أق بينار، في مقال له بعنوان "إذ لم يكن حزب العمال الكردستاني إرهابي فماذا هو إذًا؟، بأن "وسائل الإعلام المتنوعة التي تُعد العصب الأساسي لوجود المنظمات الإرهابية تلعب دورًا كبيرًا في خلق الإنفعال والغضب لدى أفراد الشعب التركي بشكل مقصود وغير مقصود، أما الشكل المقصود فهو من خلال الدعم المباشر المقصود للجماعات الإرهابية أما الغير مقصود فهو من خلال نقل الأخبار السيئة التي تبين الخسائر المادية والبشرية للجيش المحارب لهذه الجماعات، وأكبر جرعة إعلامية داعمة لحزب العمال الكردستاني تُغضب المواطنين الأتراك وتزيد شعلتها هي نقل وسائل الإعلام الغربي بأن حزب العمال الكردستاني هو مقاتل من أجل الحرية!!؟".

ويضيف أق بينار متسائلًا "الحرية التي قدمتها تركيا للمواطنين الأكراد تفيق أي حقوق أخرى قدمتها دول الغرب للأقليات الموجودة بها، يبدو لهذه الدول التي تعد القاهر الأول للأقليات القومية والدينية حول العالم نسيت تاريخها الغابر مليء بالجرائم والانتهاكات للأقليات الموجودة بداخلها وكما أن حاضرها يبين أنها ما زالت دولة مُنتهكة للأقليات وأكبر مثال على ذلك انتهاكهم لحقوق الأقليات المسلمة الموجودة داخل حدودها، لتعمل هذه الدول على حفظ الحقوق والحريات للأقليات الموجودة داخل حدودها وبعد ذلك لتقوم بتصدير مبادئ وقواعد الحرية لتركيا وغيرها".

ويعرب أق بينا عن استغرابه الشديد من تصريحات وتحركات دول ووسائل الإعلام الغربية بخصوص الوضع في تركيا ويؤكد أق بينار بأن "الهدف الأساسي من ذلك هو هدف سياسي بامتياز وليس حقوقي وإنساني كما تدعي هذه الدول، هدفهم تقويض تطور أو نمو أي دولة غير غربية، وغضب الشعب التركي على هذه الدول وابنها المدلل حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" سيستمر إلى أن تعي هذه الدول خداعها لنفسها".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!