جلال سلمي - خاص ترك برس

إذا أراد حزب العدالة والتنمية الوصول إلى نسبته السابقة فلا بد له من التصرف بحساسية من خلال التواصل المباشر والدقيق في كافة أنحاء تركيا.

بعد إجراء الانتخابات البرلمانية التركية بتاريخ 7 حزيران/ يونيو 2015 تبين أن أكثرالنتائج المختلفة الملموسة لهذه الانتخابات هو فوز حزب الشعوب الديمقراطي بشكل مُكثف في شرق وجنوب شرقي تركيا حيث كثافة المواطنين الأكراد، وادعى بعد ذلك العديد من الخبراء والمختصين السياسيين بأن أكبر سبب لنجاح حزب الشعوب الديمقراطي بهذا الشكل في تلك المناطق هي استراتيجية الاتصال أوالتواصل السياسي الناجح لحزب الشعوب الديمقراطي الذي ركز على أهمية تواجد ممثلين برلمانيين للمواطنين الأكراد داخل برلمان تركيا لمنع الأتراك ومن ضمنهم حزب العدالة والتنمية، الوجه الأخر للقوميين الأتراك حسب ادعاءات حزب الشعوب الديمقراطي، من التفرد بالقرار السياسي في البلاد.

ويؤكد المحرر السياسي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" محمد عاكف مامي، في دراسة أكاديمية له بعنوان "اللسان الإعلامي الذي سيكسر الدعاية السوداء" نُشرت في صحيفة ييني شفق بتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر 2015، بأن "حزب الشعوب الديمقراطي من خلال استراتيجية التواصل السياسية الناجحة الخاصة به اقناع المواطنين الأكراد بأن حزب العدالة والتنمية، الذي تبنى عملية التصالح السياسي بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني "الإرهابي" وتحمل جميع المخاطر التي يمكن أن تنتج عن هذه الخطوة والذي أعطى المواطنين الأكراد كل ما يطلبون من حقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية، الداعم الأول لداعش التي تقتل المواطنين الأكراد على الطرف الأخر للحدود في سوريا".

ويشير مامي إلى أن "حزب العمال الكردستاني هو من قام بإلغاء عملية السلام الوطني من خلال قيامه بالانصياع وراء خطط الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والبدء باستهداف عناصر الجيش والشرطة التركية في شرق وجنوب شرق تركيا دون سابق إنذار ودون أي داعي لذلك ولكن نجح حزب الشعوب الديمقراطي من خلاله خطابته السياسية بأن يظهر بأن الحكومة التركية هي من بدأت بنقض عملية السلام الوطني وذلك لانه تهدف القضاء على كل كردي يطالب بحقه في المنطقة والدليل على ذلك قيامها بتهديد حزب الاتحاد الديمقراطي، المدافع الأول عن المناطق الكردية في سوريا ضد داعش، بالقضاء عليه ونفيه من سوريا ومن يقوم بتهديد حزب الاتحاد الديمقراطي المدافع عن حرية وكرامة الأكراد في سوريا يمكن أن يقوم بتهديد كل كردي يطالب بحريته على وجه المعمورة".

ويوضح مامي بأن "جميع هذه المؤشرات تبين مدى نجاعة حزب الشعوب الديمقراطي في استخدام أسلوب التواصل السياسي باحترافية ودقة عالية تخدم مصالحه، وهذا يؤكد بأن حزب العدالة والتنمية إذا أراد الوصول إلى نسبته السابقة فلا بد له من التصرف بحساسية من خلال التواصل المباشر والدقيق في كافة أنحاء تركيا وخاصة في المناطق الكثيفة بالمواطنين الأكراد،  من الأمثلة على أسلوب التواصل الضعيف لحزب العدالة والتنمية هو قيامه بطرح فكرة بناء السدود في تلك المناطق دون تقديم توضيح كامل عن هذه السدود الأمر الذي جعل حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني يستغلا الفرصة ويحللان هذه السدود على أنها سدود عسكرية تنوي الحكومة التركية استخدامها لمحاصرة المناطق الكردية بحزم الأمر الذي أثار ذعر الحصار الجاد لدى المواطنين الأكراد القاطنين في تلك المناطق".

حسب مامي كان على حزب العدالة والتنمية وحكومته تقديم توضحيات كاملة وشاملة عن جميع المشاريع الموجودة في تلك المناطق ويجب عليها ألا تعطي أي فرصة لتلك الأحزاب للتعليق على هذه المشاريع والخطابات الخاصة بحزب العدالة والتنمية بالشكل  الذي تُريد.

وفي نهاية تقريره يؤكد مامي أن "على حزب العدالة والتنمية التصدي لهذه الدعايات السياسية السوداء المغلوطة من خلال استعمال وسائل تواصل جديدة ومختلفة، ويجب أن تكون اللغة المستخدمة في هذه الوسائل ليس مُعاقبة للمواطنين الأكراد على إعطاؤهم لأصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015 بل لغة حاضنة ومؤكدة على وحدة الكلمة بين المواطنين الأتراك والأكراد دائمًا وأبدًا، إذا أراد حزب العدالة والتنمية كسب المواطنين الأكراد في تلك المناطق من جديد فيجب عليه التخلي عن الادعاءات المتهمة للأكراد في تقسيم وتخريب سوريا ويجب أن يعلم مدى حساسية هذه الاتهامات أو الادعاءات ويجب عليه ترك هذه الاتهامات جانبًا ويبدأ بإيجاد اللغة المناسبة لإعادة احتضان المواطنين الأكراد لصفه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!