جلال سلمي - خاص ترك برس

"الأكراد الذين لم يُعترف بهم أبدًا في سوريا وحرقوا بالأسلحة الكيميائية في العراق ولم يُسمح لهم بإخراج صوتهم في إيران قَبِلَهُم الدستور التركي على أنهم مواطنين متساويبن تمامًا مع المواطنين الأتراك دون أي تمييز أو تفرقة ومكنهم من الحصول على جميع الحقوق المُعطاة للأتراك".

يقول الكاتب السياسي في جريدة صباح برهان الدين دوران، في مقال له بعنوان "دعوة الإخوة مصدر إزعاج للبعض" نُشرت بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر، بأن "الأكراد منذ تحرير تركيا واستقلالها عام 1923 عُوملوا مثل الإخوة في الوطن وعلى أنهم شركاء في تأسيس الوطن ومنذ الدستور الأول للجمهورية التركية الذي صدر عام 1921 قُبل الأكراد على أنهم مواطنون من الدرجة الأولى في تركيا ولم يتم اتخاذ أي إجراء تمييز أو تحقير ضدهم، وعلى الصعيد الاجتماعي كان الأكراد إخوة وشركاء وأقارب للأتراك منذ تأسيس الجمهورية التركية وحتى قبل تأسيسها في ظل الدولة العثمانية".

ولكن يبين دوران أن "كنز الأخوّة الذي يتمتع به المواطنين الأتراك والأكراد في تركيا يغيظ البعض ويجعلهم في حالة إنزعاج لا توصف، خاصة بعد قيام  منظمات المجتمع المدني الأسبوع الماضي بدعوة العديد من المواطنين في كافة أنحاء تركيا للنزول للميدان تأكيدًا على الأخوّة الرابطة للمجتمع المدني في تركيا ولإدانة الإرهاب الذي لا يمثل إلا نفسه، وبعد امتلاء الميادين بالملايين من المشاركين ارتفع ضغط الحاقدين وازداد غيظهم وانزاعجهم".

ويفيد دوران بأن "المسيرات الحاشدة التي انطلقت الأسبوع الماضي أثبت مدى إخوة الشعب التركي بكافة أطيافه "تركي، كردي، عربي، ظاظا، رومي" وليس فقط الأخوّة التركية والكردية وبهذه المسيرات أعطى المجتمع التركي درسًا مثاليًا للأخوّة والتكافل والتوحد في تركيا وفاقت تلك المسيرات مسيرات المجتمع الفرنسي ضد الهجمات الإرهابية على تشارلي إيبدو ومسيرات المجتمع الإسباني ضد منظمة أتا الباسكيّة".

ويشير الصحافي في جريدة راديكال حسن بولات إلى أن "المسيرات جمعت العديد من الأطياف القومية والسياسية الأمر الذي أكد على أواصر الأخوّة القوية الجامعة لأطياف المجتمع التركي الذي أكد لعنته وإدانه للإرهاب والممارسين له وأكد على ضرورة الاتحاد السياسي بين جميع الأحزاب السياسية للقضاء على الإرهاب بشكل نهائي في تركيا".

ويوضح بولات إلى جانب دوران أنهما خلال بحثهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبين لهم أن أكثر الفئات التي تسببت هذه المسيرات بإزعاجها هي فئات القوميين المتعصبين من الجهتين التركية والكردية الذين التقوا بخط متقاطع مع القوى الإمبريالية العالمية المؤيد الأول للأعمال الإرهابية في تركيا.

ومايؤكد انزعاج القوميين الأكراد من مظاهر الأخوّة التي حفلت بها تركيا الأسبوع الماضي قيام زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، الحزب الذي يُعتبر الحاضن الأول للقوميين الأكراد، صلاح الدين دميرطاش بالإشارة، عبر تويتر، بأن "هذه المسيرات والمهرجانات التي تحمل علم تركيا ترصن القومية والعرقية والفاشية التي يتمتع بها البعض".

وكما أشار أيضًا دميرطاش، من خلال تغريدة منفصلة، إلى أن "هذه المسيرات خرجت لتؤكد عدم اعتراف حتى منظمات المجتمع المدني بالمواطنين الأكراد كمواطنين متساويين في تركيا وذلك من خلال رفع علم تركيا فقط!!".

وعلى صعيد منفصل قام العديد من المسؤولين في حزب الحركة القومية بالتأكيد على ركاكة هذه المسيرات وطالبوا بترك حزب العمال الكردستاني السلاح قبل مطالبة أي طرف بالإخوة بين الأتراك والأكراد.

ويقيم دوران هذه التغريدات والتعليقات من خلال تصويره لها بأنها "تغريدات تعيش أحلام سنوات العشرينات والثلاثينيات حيث أوهام الفاشية والنازية كانت منتشرة وشائعة، هذه الفئتين"القوميين الأكراد والأتراك" هم السبب الرئيس فيما تعيشه تركيا اليوم من مشاكل ومعيقات وآلام".

ويتساءل دوران "لماذا لا تترك هاتان الفئتان اللتان تمثلان 20 % فقط من نسبة مواطني تركيا أوهام فاشياتها التي لا تعترف إلا بمن مثلهما وتنخرطان في جناح الأخوة التركية الكردية التي سطرت أقوى الأمجاد في حرب تحرير تركيا؟".

ويرد دوران على تساؤله من خلال تأكيده "على دعم القوى الإمبريالية لهذه الفئات واستثمارها لصالحها ولصالح مصالحها في المنطقة، يجب نبذ هاتين الفئتين من المجتمع حتى يتم المحافظة على الإخوة التركية والكردية، عاشت أكثر من 90 قومية مختلفة تحت قيادة الدولة العثمانية ولم نسمع يومًا بحدوث اختلاف قومي عرقي فيما بينهم إلا بعد تدخل القوى الإمبريالية في المنطقة وبث سم القومية بها، ويدعو دوران إلى "تجنب الوقع مرة أخرى في هذا الفخ المُفرق للأخوّة".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!