ترك برس

"لا شك بأن أي قومية كردية في أي دولة مجاورة لتركيا تعلن انفاصلها الكامل عن وطنها الأم تشكل خطرًا جسيمًا واستراتيجيًا على تركيا وأمنها واستقراراها".

حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" تأسس عام 2003 في المناطق السورية المعروفة  بالكثافة السكانية "القامشلي والحسكة"، وحسب الوثيقة التأسيسية له فهو يتبع بشكل مباشرلقيادة الحزب الكردي العسكري في تركيا حزب العمال الكردستاني "بي كي كي".

وأيضًا حسب الوثيقة التأسيسية له فإن الهدف الأساسي من تأسيسه الحصول على استقلال ذاتي في المناطق التي  يعيش فيها المواطنين الأكراد بكثافة داخل كيان دولة ديمقراطية لامركزية، وبعد انطلاق الشعلة الأولى للثورة السورية في أيار/ مايو 2011 أعلن الحزب على الفور استقلاله الذاتي في المناطق الكردية وأعلن حياده التام في الثورة السورية.

ولكن بي يي دي على الرغم من تأكيده على وحدة الأراضي السورية في وثيقته التأسيسية إلا أنه بعدما سنحت له الفرصة بعد توفر الدعم الدولي وتصويره بصورة المحارب الأول لداعش في المنطقة على الفور انقلب على مبدأ وحدة الأراضي السورية وبدأ بتحقيق انفصال أو استقلال ذاتي كردي من خلال استغلال الدعم الدولي في تطهير المناطق القريبة من المناطق الكردية من سكانها الأصليين من عرب وتركمان واسكانها بمواطنين أكراد لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة يُظهر بأن الأكراد هم الأكثرية في تلك المناطق وبالتالي دعم قضية ضم البي يي دي لتلك المناطق وما حدث في تل الأبيض أكبر مثال واضح على ذلك.

وفي سياق متصل، يُبين الخبير في قضايا الإرهاب علي أوزجان، في مقال سياسي له "حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وجهتين لعملة واحد في ميزان الرؤية التركية" نُشرت في جريدة ميلييت بتاريخ 28 أيلول/ سبتمبر 2015،  أن "حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" استخدم العديد من الأساليب الإرهابية غير الإنسانية في حروبه التطهيرية في  تل الابيض وجرابلس وغيرها من المناطق التي يسعى للاستيلاء عليها غصبًا من خلال طرد أهلها الأصليين وإسكان المواطنين الأكراد مكانهم، لو كانت الولايات المتحدة وقوى التحالف ليس الداعم الأول له لحُسبت الممارسات التي يقوم بها بي يي دي بالإبادة الجماعية أو التطهير العرقي اللذان يحرمهما القانون الدولي ولكن القوى التحالف تتغاضى عن هذه الجرائم بل وتدعمها للأسف".

وكما يُشير أوزجان إلى أن الخطر الذي يشكله البي يي دي إلى تركيا أكبر من الخطر الذي يشكله حزب العمال الكردستاني نفسه لتركيا، ويوجز أوزجان الآثار السلبية التي يشكلها البي يي دي على تركيا بالشكل التالي:

ـ "لا شك بأن أي قومية كردية في أي دولة مجاورة لتركيا تعلن انفصالها الكامل عن وطنها الأم تشكل خطرًا جسيمًا واستراتيجيًا على تركيا وأمنها واستقراراها، وذلك لأن نجاح أي قومية كردية في الانقسام الكامل يُحرض ويُشجع القومية الكردية في تركيا لمحاولة تحقيق انفصال واستقلال مماثل له وهذا يعني خطر استراتيجي على أمن واستقرار تركيا، وهذه النقطة ليست بالتحليلية بل هي واقعية حدثت بعد انقلاب حزب العمال الكردستاني في أواخر تموز/ يوليو على عملية السلام التي وفرت للأكراد الكثير من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وضحى حزب العمال الكردستاني بعملية السلام لاقتناعه بإمكانية اقتطاع وطن كردي في شرق وجنوب شرقي تركيا أسوة بحزب الاتحاد الديمقراطي الذي حصل على هذا الاستقلال في شمال سوريا بعد دعم دولي غير موضوعي وغير أخلاقي واعتقد حزب العمال الكردستاني بأن تركيا لقمة سائغة يمكن تحقيق ذات الهدف بها لا سيما في ظل الدعم الدولي الضخم للأكراد في المنطقة ولكن جميع هذا الخطط أصبحت أفشل الخطط عالميا في ظل اليد الحديدية التي تضرب بها تركيا مُخططي هذه الخطط ومُطبقيها".

ـ "أيضًا هذه الانفصالات الكردية ستجعل جميع الأقليات الأخرى في الشرق الأوسط الاتجاه إلى الانفصال والحصول على استقلال ذاتي من خلال تشكيل دويلات صغيرة في الشرق الأوسط وهذه الخطوة لها العديد من المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية الاستراتيجية على تركيا".

ـ "لعب حزب الاتحاد الديمقراطي وأعوانه من ذات القومية الكردية لعبة إعلامية قذرة صوروا بها تركيا على أنها الداعم الأكبر لداعش في المنطقة الأمر الذي هز الصورة الإعلامية والأخلاقية والإنسانية لتركيا أمام العالم ولكن فندت تركيا جميع هذه الأقاويل والأكاذيب من خلال ضربها المباشر والموجع لمعسكرات داعش ومن خلال مشاركتها بالتحالف الدولي. تفادت تركيا هذه الدعاية السياسية المُغرضة ولكن لن يتأخر حزب الاتحاد الديمقراطي وأعوانه في إيجاد المزيد من الألاعيب الإعلامية القذرة لتشوية صورة تركيا على الدوام إلى أن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم التقسيمية والانفصالية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!