الأناضول 

قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية "مصطفى أقينجي"، أمس الجمعة، إن مفاوضات السلام مع الجانب الرومي في الجزيرة القبرصية وصلت الآن الي "مرحلة  مثيرة للجدل" تتعلق بملفات الأمن وقضايا الملكية. 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "أقينجي"،عقب انتهاء اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، علي هامش مداولات الجمعية العامة للمنظمة الدولية في نيويورك. 

وأكد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أن "نقطة الفصل في المفاوضات الجارية مع زعيم قبرص الرومية،  نيكوس أناستاسياديس، ستأتي عندما يدرك ويتفهم كل طرف رؤية الطرف الآخر، وعندما ينظر كل طرف للآخر باعتباره شريك وليس عدوا. وعندما يتفهم كل طرف استحالة استمرار الوضع الراهن إلى مالا نهاية، خاصة بعد المعاناة الهائلة التي قدمتها أجيال الطرفين". 

وتابع قائلا "وإنني أعتقد أنه لو استمرت الروح السائدة الآن في المفاوضات، واستمر التصميم الذي يتمتع به الطرفان حاليا، فإنني أقول إننا سنتمكن من الوصول إلى حل، في غضون شهور، وليس في غضون سنوات(...) فنحن ملتزمون بحل المشكلة، ونعتقد أنه لن يكون لدينا فائزين وخاسرين، بل فائزون في الجانبين". 

وأردف قائلا "لقد اتفقنا مع زعيم قبرص الرومية،علي إنشاء  لجنة بخصوص ملفات الأمن وقضايا الملكية، وهى لجنة  تضم ممثلين من الجانبين، ويجري حاليا التفاوض بشأن المعايير التي ستعمل في إطارها هذه اللجنة، ويحدونا الأمل في الوصول إلى نتائج بشأن تلك المعايير في أقرب وقت ممكن". 

وحول اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أعرب رئيس جمهورية شمال قبرص التركية،عن تقديره العميق للجهود المبذولة من قبل الأمين العام ومبعوثه الخاص وممثله المقيم في الجزيرة القبرصية، ولجميع أفراد فريق الأمم المتحدة. 

وأفاد أن "المشاورات مع الأمين العام تناولت سبل المضي قدما في المفاوضات والدعم المالي، وإنني أشعر بسعادة غامرة إزاء الرغبة القوية التي لمستها هنا في الأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدة في هذا الصدد". 

واكد أن المرحلة المقبلة من المفاوضات مع القبارصة الروميين ستشهد عملا دؤؤبا، وذلك اعتبارا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث "سيواصل مفاوضونا العمل بلا كلل، وعلي الرغم من أننا لم نحدد جدولا زمنيا، إلا أننا نأمل في الوصول الي حل خلال شهور". 

وتطرق رئيس قبرص التركية إلى اجتماعه، أمس، مع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، وأوضح أن "كيري استمع إلى وجهة نظرنا حول المشكلة، وأكد التزام واشنطن ببذل كل جهودها من أجل حل الأزمة. ومن جانبنا فقد رحبنا بالزيارة التي يعتزم القيام بها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل". 

ومن جانبه أكد الأمين العام للامم المتحدة، "التزامه الشخصي والتزام المنظمة الدولية الراسخ بمواصلة تسهيل جهود زعماء القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في مفاوضات السلام بشأن الجزيرة القبرصية". 

وذكر بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام "استيفان دوغريك"، حول اللقاء، أن "بان كي مون ناقش مع زعيم القبارصة الأتراك التقدم الكبير الذي أحرزه القبارصة الأتراك وقادة القبارصة اليونانيين منذ استئناف المفاوضات الرامية إلى إيجاد تسوية شاملة في قبرص". 

وأضاف البيان –الذي وصلت الأناضول نسخة منه- أن "الأمين العام رحب بالروح البناءة والإيجابية التي أظهرها الزعيمان (مصطفي أقينجي و نيكوس أناستاسياديس) والتزامهما بتكثيف المفاوضات في الشهر المقبل من أجل التوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن". 

ونوه البيان الي أن الأمين العام ناقش مع "أقنجي" خلال اللقاء "إشراك قوي ضامنة في العملية"، مؤكدا أن "بان كي مون أكد التزامه الشخصي والتزام الأمم المتحدة الراسخ لتسهيل جهود زعماء القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في مفاوضات السلام بشأن الجزيرة القبرصية". 

تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص تعاني من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004 رفض القبارصة الروم خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!