
جلال سلمي - خاص ترك برس
"تركيا تعيش في أزمة اقتصادية جسيمة ستظهر عواقبها الوخيمة آجلًا أم عاجلًا".
يُعرف الإرهاب على أنه فعل يمارس من قبل جماعات مسلحة تحمل أهداف سياسية تسعى لتحقيقها بشكل وحشي بعيد عن الإنسانية والأخلاق والقوانين والشرائع الإقليمية والدولية، ولكن مع مرور الزمن تطور هذا المصلطح وأصبح يُستخدم في مصلطحات مُركبة مثل الإرهاب الإعلامي أو الإرهاب السياسي أو الإرهاب الاقتصادي.. إلخ.
وبغض النظر عن المصطلح المرافق لمصطلح الإرهاب، يُعرف الخبراء المختصون بقضايا الإرهاب وعلى رأسهم نهاد علي أوزجان، في دراسة أكاديمية له بعنوان "مكافحة الإرهاب وأنواعه" نُشرت بتاريخ 18 آب/ أغسطس 2015 في جريدة ميلييت التركية، الإرهاب المُركب اصطلاحيًا على أنه مصطلح يُستخدم من قبل الدول أو العناصر السياسية الرسمية لضرب سُمعة أو صورة الدول أو العناصر المنافسة لها سياسيًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا ويعتمد هذا النوع من الإرهاب على الدعايات السياسية السوداء "البروباغاندا السوداء" وبدأ هذا الإرهاب منذ بدأ التنافس السياسي بين القطبين الأمريكي والسوفييتي إبان الحرب العالمية الثانية وأُطلق عليه إرهاب لأنه لا يعتمد على أسس الموضوعية والأخلاقية والعقلانية بل يعتمد على أسس التراشق الإعلامي المضاد المعتمد على الأهداف الإيدولوجية والأهداف الخاصة بالدولة.
وحسب أوزجان؛ فإن الإرهاب المُركب اصطلاحيًا له عدة أهداف أهمها؛ ترويع مواطني الدولة المنافسة سياسيًا واقتصاديًا وجعلهم ينقلبون على سلطتهم ويحتجون ضدها، وتشويه صورة الدولة المنافسة أمام جماهير ومواطني الدول الأخرى لجعلهم على قناعة بأن هذه الدولة ضعيفة وغير أمنة على جميع المستويات، ومحاولة الدولة الممارسة لهذا النوع من الإرهاب إظهار نفسها على أنها العنصر الأقوى في المنافسة الجارية بينها وبين الدولة الأخرى.
ويبين أوزجان بأن "هذه الممارسات سُويت بالإرهاب المسلح لأن هدفها غير نبيل ولا يعتمد على أسس موضوعية وكما أن هدفها الأساسي هو ترويع وإرهاب وتخويف فئة معينة".
وبما أن تركيا اليوم هي في حالة منافسة مع العديد من الدول والعناصر السياسية فإنها أصبحت وجهة مستهدفة بشكل مكثف لهذا النوع من الإرهاب ويُعقب البروفسور الدكتور الأكاديمي في مجال العلاقات الدولية والعلوم السياسية لفانت يلماز في دراسة أكاديمية له بعنون "الإرهاب الاقتصادي واستهدافه لتركيا" نُشرت بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 على الصفحة الرسمية لمعهد الفكر الاستراتيجي، ويستهل ييلماز دراسته ببعض الجمل المُستهدفة لتركيا اقتصاديًا من قبل بعض "أتوا على وقع أزمة اقتصادية وسيذهبون على وقع أزمة اقتصادية"، "تركيا تعيش في أزمة اقتصادية جسيمة ستظهر عواقبها أجلًا أم عاجلًا"، "أصبحت تركيا فارغة بشكل كبير من الاستثمار الأجنبي لقيام الرئاسة التركية بالاستيلاء على الحقوق المالية لبعض المستثمرين الأجنبيين بعد الأزمة الاقتصادية الوخيمة التي أصابت تركيا في الآونة الأخيرة".
ويضيف يلماز أن "هذه الجمل للأسف تصدر من قبل المعارضة التركية وخاصة من قبل حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية ومن قبل بعض الدول المُستهدفة لاستقرار تركيا وتقدمها وتطورها ولم تصبح هذه الدول والعناصر السياسية خفية بل أصبحت واضحة وضوح الشمس وهي إيران، روسيا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، النظام الأسدي، حزب الله اللبناني".
ويوضح يلماز بأن"الأسلوب المشترك للممارسة الإرهاب الاقتصادي من قبل جميع هذه العناصر هو مُوحد وهو صب هذه الأقاويل الركيكة وغير الموضوعية والمُريعة في الشاشات الإعلامية المُستهدفة بشكل مباشر للعقول الباطنة لفئة كبيرة من المُشاهدين، هذا الأسلوب يُستخدم من قبل المعارضة التركية بطرحها لجملة "أتوا على وقع أزمة اقتصادية وسيذهبون على وقع أزمة اقتصادية" ويهدف هذا التضليل والترويع إلى فقد ثقة المواطن التركي بحزب العدالة والتنمية وانتشرت هذه الجملة المُغرضة بعد انخفاض مُعدل الليرة التركية وارتفاع مستوى التضخم المالي بشكل بسيط نتيجة لتراجع حجم الصادرات التركية لبعض دول الشرق الأوسط الأمر الذي جعل المعارضة تستخدم هذه الانخفاضات البسيطة من خلال المبالغة بالأمر إعلاميًا متناسية لحجم التقدم والنمو الاقتصادي والتنمية التي حققتهم حكومة حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكمها".
ويردف يلماز "أما الجُمل الأخرى فهي من طرح الدول المنافسة لسياسة واقتصاد وموقع تركيا الإقليمي، هذه الدول تنافس تركيا في التقدم الاقتصادي والسياسة التركية في سوريا وغيرها من دول الثورات العادلة وهدفها الأساسي من خلال الإرهاب الاقتصادي، خاصة المجال الاقتصادي فهو يُعد عصب قوة الدولة وفي حين ضُعف تضعف الدولة في مجالات عدة، هو إضعاف تركيا في مجالات عدة وجعلها دولة غير مرغوبة لدى العديد من فئات المجتمعات الغير تركية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!