إسماعيل كابان - صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

بعد أربع سنوات ونصف خرج بشار الأسد لأول مرة خارج أبواب قصره في سوريا، متوجهًا إلى روسيا ليُفرش السجاد الأحمر له على مداخل قصر الكرملين الذي لم يبقى له أي فرصة لتمديد فترة حكمه القائمة على بحر من الدماء.

على مدى شهر أو شهرين قامت روسيا بشن هجمات متتالية في سوريا وكانت محط اهتمام واسع للجميع. لكن المراقب للوضع في سوريا يلاحظ أن الحملات الروسية في سوريا لا يمكنها أن تستمر في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية والقوة العسكرية المحدودة.

بلا شك روسيا تعاني من أزمات كثيرة سببها العقوبات التي تمارسها الدول الأوروبية عليها ردًا على موقفها من الأزمة الأوكرانية. بالرغم من هذا تُحاول روسيا إعادة اعتبارها في العالم من جديد، من خلال عدم تراجعها على أرض الواقع، ولكي تبرهن ذلك لجميع منافسيها في المنطقة؛ قامت بشن الحملات العسكرية في سوريا ولكن كان يتوجب عليها أن تفهم أن ذلك لا يتم من خلال إرسال ثلاثين طائرة حربية وبضع من الطائرات المروحية فقط.   

في المقابل قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع نُصب عينها واهتمامها على منطقة آسيا والمحيط الهادئ بفعل تقدم الصين المستمر والضغوطات التي شكلتها على أمريكا. من هنا أصبحت قضية الشرق الأوسط بالنسبة لأمريكيا في الدرجة الثانية اضطراريا، وبهذا تم إفساح المجال لروسيا وإيران للتوغل في سوريا والعراق.

من جهة أخرى ترى إيران في بشار الأسد عنصر هام ولا يمكن التخلي عنه حتى يبقى لها نفوذ في سوريا ولبنان. وبحكم معرفة إيران بالسياسة الطبيعية النابعة من عمق تاريخي ونتيجة للعلاقات القوية التي تربطها بالمنطقة؛ ترى روسيا فيها –إيران- عنصرًا لا يمكن التخلي عنه. ولكن ليست هناك إمكانية لإيجاد حل نهائي ودائم بيد روسيا للوضع القائم في سوريا، وكذلك يمكن القول بالنسبة لأمريكا.

بعد أربع سنوات ونصف ظهر بشار الأسد بشكل مفاجئ في قصر الكرملين وتم استقباله والتقاط الصور، لكن بعد هذا الوقت لا يُنجّم أحد في مستقبل الأسد ويراهن عليه، فالأسد يلعب في الوقت بدل الضائع. وربما في المستقبل القريب يلتقط الأسد بعض الصور التذكارية مع رئيس إيران روحاني أو مع الخُميني، لكن لا يغير هذا من النتيجة شيئًا. القضية التي تهم الأسد الآن هي مسألة الحفاظ على حياته وحياة عائلته، وألا يُحاكم في محاكم الجنايات الدولية بدعوى الحرب والمجازر التي ارتكبها ضد المدنيين.    

نعم لقد وصل الأسد لنهاية الطريق، وهكذا بالنسبة لشركائه في الجرائم ستمر عليهم أيام عصيبة. سيقوم الشعب السوري بمحاسبة نظام الأسد وكل من تعاون معه في الجرائم الدامية التي ارتكبوها بحقهم، ولن تقف عند هذا الحد بل ستستمر المحاكمة والمحاسبة على مدى أجيال قادمة. لذلك لا يجب الوقوف فقط عند الأحداث الجارية اليوم أو النتائج الحالية، لأن القضية السورية قضية التاريخ المعاصر وآثارها ستستمر. الأسد سيزول حتميًا وبشكل قطعي. لكن ماذا سيحصل بعد ذلك؟ كيف سترجع سوريا المُهدّمة الجريحة الآن لسابق عهدها؟ يجب علينا أن نُفكر قليلًا في هذا الأمر! على هذا الحال إذا وُجد أفراد وعناصر جديدة تعمل بالنيابة للقوى العالمية الأخرى كبشار الأسد ووالده من قبل؛ إذن لن تقوم لسوريا قائمة بعدها.

ماذا سيحصل في الأول من نوفمبر؟

بقيت أيام قليلة للانتخابات البرلمانية التركية المزمع إجراؤها في الأول من الشهر القادم، وبناءًا على رغبة الجمهور سوف نُدرج بعضًا من التوقعات الشخصية حول الانتخابات! طبعًا هي مجرد تخمينات ربما تصيب وربما تخطئ. توقعي أنا شخصيًا:

حزب العدالة والتنمية %44 (أقل بدرجة أو أكثر بدرجة)

حزب الشعب الجمهوري %26 (أقل بدرجة أو أكثر بدرجة)

حزب الحركة القومية %13 (أقل بدرجة أو أكثر بدرجة)

حزب الشعوب الديمقراطي %11 (أقل بدرجة أو أكثر بدرجة)

بقية الأحزاب %6

توقعي أيضاً أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالسلطة وتشكيل الحكومة لوحده بواقع (282-283 نائب برلماني)، لننتظر ونرى ماذا ستكون كلمة الناخب التركي فالكلمة الأخيرة بالطبع ستكون له...

عن الكاتب

إسماعيل كابان

جريدة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس