حليمة كوكتشة - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

لم تقتصر أهمية انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر على تركيا فحسب بل تجاوزت الحدود، فالذي يخرج خارج تركيا يرى مدى الاهتمام الكبير بالانتخابات في تركيا من قبل شعوب المنطقة تحديدا ودول البلقان والجمهوريات التركية. تراهم يترقبون نتائج الانتخابات في تركيا بفارغ الصبر.

فلعل هذه الانتخابات كانت مهمة للشعبين الفلسطيني والمصري الذين يعانون من آثار الانقلاب العسكري وللسوريين الذين يعانون من الحرب الأهلية الطاحنة، ولحزب النهضة في تونس، ولجماعة الإخوان المسلمين التي تعاني من اضطهاد شديد في الآونة الأخيرة من قبل الأنظمة العربية.

على الصعيد السوري فإن تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا والنظام السوري ومن يقف معه من إيران وروسيا يريدون إضعاف تركيا، ولهذا السبب كان انتصار العدالة والتنمية له أثر سلبي على كل تلك القوى.

تعد تركيا الدولة الملهمة للشعوب العربية في انتفاضتهم ضد الأنطمة وظهور ثورات الربيع العربي، ولعل موقف رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في دافوس أمام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز كان له وقع كبير على قلوب العرب والمسلمين. حيث باتت تركيا مثلا للدولة الإسلامية التي تتمتع بنظام ديمقراطي متقدم، يتيح لرئيسها الوقوف بقوة أمام الغطرسة الإسرائيلية، بل ومد يد العون إلى كل المظلومين في العالم الإسلامي، الأمر الذي جعل آمال شعوب المنطقة في الحرية والاستقرار معلقة بتركيا.

ولعل فوز العدالة والتنمية في هذه الانتخابات قد يكون له أثر كبير في تحديد السياسات الإقليمية والدولية في المنطقة، وقد يكون لها أثر معنوي في دعم الحلم العربي في التحرر من الأنظمة المستبدة، حيث أن تركيا أصبحت نموذجا ناجحا يمكن تطبيقه في البلدان التي تعاني من الاستبداد.

في الأمس كتب مقالة بعنوان الخاسرون مع خسارة المعارضة، واليوم سأشير إلى المنتصرين بنصر العدالة والتنمية.

فالمنتصر الأول بعد العدالة والتنمية هو الشعب التركي، والمنتصر بانتصار العدالة والتنمية الأمة الإسلامية التي كانت تترقب هذا الانتصار بفارغ الصبر، والمنتصر بانتصار العدالة والتنمية هم كل المظلومين في العالم الذين يشعرون بوقوف تركيا إلى جانبهم في كل المناسبات. المنتصر بفوز العدالة والتنمية هم اللاجئون السوريون الهاربون من ظلم النظام السوري وداعش وحزب الاتحاد الكردي في سوريا، المنتصر بفوز العدالة والتنمية هم إخواننا في البوسنة ودول البلقان، المنتصر بفوز العدالة والتنمية هي الأخوة بين الأتراك والأكراد التي حاول تنظيم بي كي كي الإرهابي النيل منها.

نعم، لم يكن انتصار العدالة والتنمية مجرد فوز في انتخابات برلمانية بل كان له أبعاد كثيرة تجاوزت الحدود التركية.

عن الكاتب

حليمة غوكتشة

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس