جلال سلمي - خاص ترك برس

"تلقينا طعنة في الظهر، ولم نكن نتوقعها من تركيا"

هذا ماصرح به الرئيس الروسي عقب إسقاط تركيا لأحد الطائرات الروسية "المُخترقة" للأجواء التركية، حسب ما صرحت به القيادة التركية.

لوحظ، غداة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية السورية، بأن الحادثة سيطرت، بشكل مُلفت، على الصفحات الأولى للجرائد والصحف والعناوين الرئيسية للقنوات الإعلامية حول العالم، وتعود أهمية الحادثة، في ميزان الإعلام العالمي، إلى كونها أولى الخطوات التي تعترض التدخل أو "الغطرسة"، كما يصفه البعض، الروسية في سوريا.

أو كما ترى نيهال كاراجا، الكاتبة السياسية في جريدة خبرترك، في مقال سياسي بعنوان "ضُربنا من الظهر"، أن "سيطرة حادثة إسقاط الطائرة الروسية يُعود إلى إثبات وجود تغبير سياسي واضح في تركيا، حيث اخترقت روسيا الأجواء التركية، قبل تأسيس الحكومة التركية، أكثر من مرة، واكتفت تركيا في جميع حوادث اختراق الأجواء والسيادة بتحذير روسيا من مغبة إعادة عملية الاختراق، ولكن بعد تأسيس الحكومة التركية أصبح هناك، في تركيا، قرار وكادر سياسيين مُنظمين، عملا على جعل التحذير الشفوي فعل وتطبيق وأثبتا وجود تغيير سياسي جديد في تركيا".

وتشير كاراجا إلى أن "تركيا حذرت روسيا تكرارًا ومرارًا من عاقبة اختراق السيادة التركية، ولكن روسيا لم تحترم هذه التحذيرات وزادت من تعنتها و"عربدتها" على الأجواء الواقعة تحت إطار السيادة التركية، والتسجيل الصوتي واضح، حيث حاول الجيش التركي تحذير الطيار الروسي أكثر من عشر مرات خلال فترة اختراقه، التي استمرت لمدة 5 دقائق، ولكن لم تكن هناك استجابة من قبل الطيار الروسي".

هذا وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" قد أكدا أن جميع التقرير العسكرية والميدانية تؤكد اختراق الطائرات الروسية الواضحة للحدود التركية، ونوه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في مؤتمر صحفي خاص بيوم المعلم التركي، أجراه بالأمس، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، إلى أن "اختراق الطائرة كان واضح ومبين، وهناك بعض القطع الخاصة بها التي سقطت في الأراضي التركية وأصابت اثنين من مواطنينا" واستطرد أردوغان تصريحه قائلًا: "لم تكن الطائرة الروسية تحت مرمى نيراننا كونها طائرة روسية بشكل مُحدد، بل وقعت هذه الطائرة تحت مرمى نيراننا بسبب اختراقها للأجواء التركية بصرف النظر عن هويتها".

وفي سياق متصل بذات الشأن، أكد قائد التحالف الدولي بقيادة الولايات المُتحدة الأمريكية، في سوريا، ستيف وارن، بأنه "سمع بشكل شخصي إشارات الصوت التي حذرت الطائرة المُخترقة للسيادة التركية لأكثر من عشر مرات"، وأدغم وارن مبينًا أن "طيار الطائرة لم يتجاوب للتحذيرات التركية ولم يقوم بالرد عليها حتى، وكما أن المنطقة الحدودية التي كانت تقصفها الطائرة الروسية لم يكن بها قوات تابعة لداعش كما تدعي روسيا".

وحسب ما يوضحه الباحث السياسي أوزجان تيكيت، في مقال تقييمي بعنوان "تركيا ضد روسيا" نُشرت في جريدة خبر ترك؛ التقارير الميدانية والعسكرية التابعة للجيش التركي وحلف الشمال الأطلسي وقوات التحالف الدولي ضد الإرهاب والأدلة الميدانية التي تظهر سقوط بعض قطع الطائرة فوق الأراضي التركي يُظهرا وبشكل قاطع اختراق الطائرة الروسية للأجواء التركية وبشكل جلي وواضح.

وبناءًا على ما يورده تيكيت؛ فقد تم تحذير روسيا أكثر من مرة بأنه سيتم استخدام قواعد الاشتباك في حين تم تكرار اختراق الأجواء التركية، ولكن روسيا لم تضغي لهذه التحذيرات ولم تعرها أي اهتمام، واليوم بعد إسقاط الطائرة يخرج بوتين ليقول: "تلقينا طعنة في الظهر".

ويتساءل تيكيت، في مقاله، حول ادعاءات بوتين بتلقي طعنة غير متوقعة من تركيا في الظهر، من خلال طرح السؤال التالي: "أي طعنة تلك التي يسبقها تحذيرات سياسية ودبلوماسية وعسكرية؟".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!