ترك برس

قال الخبير والمستشار التركي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، بالعاصمة التركية أنقرة، جان أجون، "إن فرض روسيا للعقوبات على تركيا، يُنهش اقتصادها".

جاء ذلك في تغريدة نشرها أجون على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تعليقًا على فقدان الروبل الروسي قيمة بمقدار 4% منذ بدء الأزمة بين تركيا وروسيا.

وقال الخبير التركي إن خبرًا سلبيًا آخر لروسيا جاء من وكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتماني، التي نشرت اليوم الإثنين، تقريرًا قالت فيه، إن نظرتها المستقبلية لقطاع شركات النفط والغاز الروسية لعام 2016 "سلبية"، بسبب توقعاتها باستمرار انخفاض أسعار النفط، وزيادة الضرائب المفروضة عليها، وتوقف نمو إنتاج النفط، والتأثير المتزايد تدريجياً من العقوبات الغربية.

وأشارت "فيتش" في بيان لها، حصلت وكالة الأنباء التركي "الأناضول"، نسخة منه، إلى أنها لا تتوقع حدوث تعافي في أسعار النفط عام 2016، متوقعةً في الوقت ذاته، أن تظل أسعار الغاز في أوروبا منخفضة، حتى تبدأ أسعار النفط بالتعافي عام 2017.

وتأتي توقعات "فيتش" بعد أن لوحت روسيا بإلغاء بعض المشروعات المهمة مع تركيا، في مجال الطاقة، على خلفية إسقاط أنقرة طائرة روسية، اخترقت مجالها الجوي، الثلاثاء الماضي.

وتربط أنقرة وموسكو علاقات اقتصادية كبيرة، حيث بلغ حجم التبادل بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، نحو 18.5 مليار دولار أمريكي، وتقوم تركيا بتصدير المواد النسيجية والمنتجات المعدنية ، بالإضافة إلى الخضار والفواكه.

ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2010، قرابة 26.2 مليار دولار، فيما طرأ ارتفاع على هذا الرقم بنسبة 17.3 بالمئة، ليصل إلى 31.2 مليار دولار مع نهاية عام 2014.

وبالنظر إلى الصادرات التركية خلال العام الماضي، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 157.6 مليار دولار، منها صادرات بقيمة 5.9 مليار دولار إلى روسيا، أي بنسبة 3.8 بالمئة من إجمالي الصادرات التركية.

وخلال الأشهر الـ 9 من العام الجاري، بلغ إجمالي صادرات تركيا، 107.3 مليار دولار، ووصلت قيمة الصادرات إلى روسيا خلال هذه الفترة، 2.7 مليار دولار، أي بنسبة 2.5 بالمئة من إجمالي الصادرات التركية.

وتقوم تركيا التي تأتي بين الدول العشر الأولى المستوردة من روسيا، بتصدير المواد النسيجية والمنتجات المعدنية، بالإضافة إلى الخضار والفواكه الطاذجة والمركبات، إليها.

وخلال الأعوام الخمسة الأخيرة، تراوحت نسبة واردات تركيا من روسيا، بين 10 إلى 11 بالمئة من إجمالي مستورداتها، وفي مقدمتها الغاز الطبيعي والحديد والصلب وأنواع الحبوب.

ووصلت قيمة الواردات التركية خلال العام الفائت، 242.2 مليار دولار، فيما بلغت قيمة وارداتها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، 156.3 مليار دولار.

هذا ووصل إجمالي قيمة الصادرات الروسية خلال العام الماضي إلى 496.6 مليار دولار، وقيمة وارداتها، 380 مليار دولار، وبلغت نسبة المواد المصدرة إلى تركيا 5.1 بالمئة من إجمالي الصادرات، فيما استحوذت المواد التركية على نسبة 1 بالمئة من إجمالي الواردات الروسية.

الجدير بالذكر، أن الكرملين الروسي أصدر السبت الماضي، بيانًا أعلن من خلاله أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقّع مرسومًا يتضمن سلسلة إجراءات اقتصادية ضد تركيا، على خلفية إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية من طراز "سوخوي 24"، انتهكت المجال الجوي التركي الثلاثاء الماضي.

وأشار البيان، أن الإجراءات تتضمن "منع المؤسسات والمنشآت التركية من ممارسة نشاطات في روسيا، ووقف استيراد بعض السلع ذات المنشأ التركي مؤقتًا أو منع استيرادها بالكامل"، بالاضافة إلى منع كافة الشركات العاملة في روسيا، من توظيف مواطنين أتراك، اعتبارًا من مطلع كانون ثاني/يناير 2016 المقبل".

كما وقّع بوتين قراراً بتعليق السفر بدون تأشيرة بين روسيا وتركيا من طرف واحد، اعتبارًا من الأول من بداية العام المقبل 2016 ، فضلًا عن منع الشركات السياحية من تنظيم رحلات إلى تركيا، ووقف رحلات الطائرات المستأجرة من قبل الشركات (شارتر)، بين البلدين، وتشديد الرقابة على شركات الشحن التركية الناشطة في روسيا، والناقلات البحرية التركية في البحر الأسود وبحر آزوف.

وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24"، الثلاثاء الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا).

وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل إسقاطها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!