
جلال سلمي ـ خاص ترك برس
أشرقت الشمس على الانفتاح السياسي والاقتصادي لإيران، عقب توقيعها اتفاقية تفاهم حول مشروعها النووي مع الغرب.
وتُعتبر اتفاقية التفاهم التي قامت إيران بتوقيعها مع الغرب، هي الباب الرئيسي الذي ساعد في فتح أفاقها السياسية والاقتصادية للانفتاح على العالم بدون أي قيد أو شرط، وذلك لرفع الغرب الحصار الذي كانوا قد أقروه عليها إبان ثورتها عام 1979.
وأما فيما يتعلق بمحاولة الغرب محاصرة تركيا وعزلها عن المنطقة، يرى الباحث السياسي يوسف قبلان، في مقاله "يحاصرون تركيا ويفتحون الأفق الإيراني" الذي نُشر في صحيفة يني شفق، أن "الغرب يعي جيدا ًبأن الدولة السلف لتركيا "الدولة العثمانية" أدارت الشرق الأوسط والبلقان ومنطقة وسط أسيا لسنوات طويلة، وجعلت من تلك المناطق دار السلام، ومنعت عنهم التقدم "الإمبريالي" الهادف لنهب مُقدراتها وخيراتها".
ويضيف قبلان "الدول الغربية إلى اليوم ترى من تركيا "الدولة العثمانية" التي تحاول دوما ً لإرساء السلام والأمن والاستقرار في المناطق المُحيطة بها، وتحافظ على خيرات هذه البلاد ليستفيد منها أهلها فقط، ولكن مبدأ الدولة العثمانية الخاص بتركيا لا يتماشي مع مصالح الدول الغربية "الميكافيلية" التي تعتبر مصلحتها أهم العناصر في سياستها".
وحسب مايبينه قبلان في مقاله، فمنذ فجر التاريخ تعتبر الدول الغربية إيران الدولة المنافسة لتركيا وتحركاتها السياسية في المنطقة، لذا عندما رأوا تطور التأثير التركي والتجربة التركية المُصدرة لمبادئ عدم التبعية والاستقلالية في القرار، ينمو وينمو في منطقة الشرق الأوسط، أعادوا فتح الأفق لإيران لكسر هذا التطور ورأبه.
ومن جانبه، يوضح مساعد زعيم حزب العدالة والتنمية "ياسين أقطاي"، الكاتب السياسي في صحيفة يني شفق أيضا ً، أن "هناك محاولات واضحة لوقف تمدد تأثير التجربة التركية ومبادئها الداعية إلى الديمقراطية الحقة والاستقلالية في القرار في الوطني، هذه المحاولات باتت غير خفية وظاهرة للعيان، وأهم هذه المحاولات؛ التغاطي عن التدخل الروسي والإيراني السافرين في سوريا، واتهام تركيا زورا ً وبهتانا ً بدعمها للجماعات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها "داعش"، يسعى البعض من هذه المحاولات إيجاد منافس توازني أمام تركيا لإجهاض تأثير التجربة التركية على المنطقة، وإبقاء المنطقة خاضعة لسيطرتهم ونفوذهم".
ويشير الكاتب السياسي في جريدة ميلييت "محمد تازكان"، في مقاله "البوتينية؛ الإدارة المزاجية" إلى أن "روسيا منذ زمن وهي تقوم بدعم إيران مقابل تركيا، لتصبح إيران قادرة على منافسة تركيا إقليميا ً على جميع المستويات الإعلامية والسياسية والاقتصادية، ولكن العمق السني للمنطقة حال دون تحقيق روسيا ماترنو إليه، والدليل على ذلك المقاومة "الباسلة" التي تبديها الشعوب المنتفضة في وجه "الغطرسة" الروسية و"التوغل" الإيراني و"التخاذل" الغربي".
وبدوره يعتبر الكاتب السياسي عبدالله سلفي، في مقاله "التقدم التركي في المنطقة"، أنه "لمن الطبيعي أن يقوم الغرب الذي يعي التاريخ جيدا ً، بفتح الأفق السياسية والاقتصادية أمام إيران، في هذا الوقت بالذات الذي تشهد به المنطقة ثورات عادلة مُطالبة بالحرية والكرامة، لأنه بعد ملاحظة الغرب بأن هذه الثورات تضر بمصالحه، فتح الأفق بشكل واسع لإيران وتحركاتها، لتشكل عنصر موازن للدعم التركي الكبير "المقتبس من الأصول العثمانية"، لهذه الثورات، ولتعمل على تقويضها كما تم ويتم الأن في سوريا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!











