ترك برس

تعد الخدمة العسكرية لدى الشعب التركي من أهم الواجبات قدسية، إذ يلتزم الشباب الذين أكملوا دراستهم في الجامعة بإكمال الخدمة العسكرية أيضا. وقد نشأشعب التركي على فكرة الخدمة العسكرية ولذلك يعدها الشباب فوق كافة القيم الأخرى. كما يعتقد الأتراك أن "الشعب يشكل الجيش والجيش يشكل الشعب"، كما يتداولون لذلك عبارة شائعة تقول: "كل تركي يولد جنديًا"، وهذا يعكس الروح الوطنية التركية..

يرى الشعب التركي أن الخدمة العسكرية واجب وطني. فالأمهات التركيات ترسلن أولادهن إلى الجيش برضاهن، ويرددن دائما  عبارات مفادها أنهن أنجبن أولادهن لأجل الوطن، ولذا في حال هروبهم من وظيفة الوطن يكن قد فرطت بأهم واجباتهن. كما ينظر الأتراك إلى المتخلفين عن الخدمة أو لم يخدموا في الجيش على أنهم ناقصوا الرجولة.

يقيم الأتراك بعد إعلان إلحاق أولادهم في الجيش العديد من المناسبات، وهناك عادات مختلفة في الأناضول تتعلق بالخدمة العسكرية، فمثلا لا يعمل الشاب الذي سيذهب إلى الجيش في بيته ويترك عمله لكي لا يتعب نفسه. وقبل أيام من ذهابه إلى الجيش يبدأ الشاب بزيارة جميع أقربائه وأصدقائه وجيرانه، وهم يعطونه نقودا لتلبية مصروفه في الجيش. ومن ثم يقوم أقرباؤه وأصدقاؤه بدعوته للطعام في منزلهم، كما يقوم البعض بزيارة الشاب في منزله ويحضرون له بعض الملابس مثل الملابس الداخلية والجوارب والشاي والسكر وغيرها.

وقبل أيام من ذهاب الشاب إلى الجيش تقيم عائلته حفلا لوداع الجندي وفقا لحالته المادية، وفيها قد تقوم العائلة بإعداد الطعام أو تقديم أنواع الضيافة الأخرى على المشاركين. وبجانب الحفلة تعزف الأغاني الشعبية وتقام الرقصات الخاصة بمنطقة الشاب. وفي بعض المناطق في تركيا تقام مراسيم لتسليم العلم التركي للشاب الملتحق بالخدمة العسكرية، وذلك تعبيرا عن أن العلم التركي هو أمانة مقدسة لدى الشعب.

ومن المراسم الأخرى التي تقام في إرسال الشاب إلى الجيش الحناء، وهذه العادة منتشرة في جميع أنحاء تركيا، حيث توضع الحناء على يد الشاب وهو يقول "أنا فداء لهذا الوطن". وفي يوم ذهاب الشاب إلى الجيش يخرج من بيته برفقة عائلته وأقربائه وأصدقائه برفقة الطبول والمزامير، وبعد ذلك يركب الشاب بالسيارة المزينة بالعلم التركي ويصل إلى محطة الحافلات قبل ساعة من موعده، وهناك يوضع على ظهره العلم ويردد الحاضرون هناك بقول "أكبر جندي هو جندينا" و"كل شي من اجل الوطن".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!