أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

انتشر أمس خبر كارثة المصعد الكهربائي التي وقعت في إسطنبول*. لكن تلك الأخبار لم تشر إلى تصرف أحمد داود أوغلو تجاه حادث العمل هذا.

أمس، كنا مع أحمد داود أوغلو في مدينة "قونيا"، في تلك الأثناء جاء اتصال هاتفي يخبر داود أوغلو بتفاصيل الحادثة، حاول معرفة كل التفاصيل، وبقي يسأل السؤال تلو الآخر:

- كيف حدث ذلك، كم شخصاً أصيب، هل مات احد؟

بعد ذلك أصدر تعليماته: "اذهبوا، تفقدوا الأمر". وكان من بين المتصلين وزير الداخلية "إفكان ألا"، وعمل داود أوغلو على أخذ كل التفاصيل من وزير داخلية حكومته.

ثم أصدر تعليماته لموظفيه:

- اتصلوا بوزير العمل فاروق تشيليك، وليذهب إلى مكان الحادثة فورا.

وأكمل:

- إذا لم يستطع وزير العمل الذهاب، فليذهب نائبه فورا بدون أي عذر.

وهذا ما يشعرنا نحن كمواطنين أن رئيس الوزراء الجديد مهتم بأدق تفاصيل حياتنا اليومية.

***

لا شك أن أحمد داود أوغلو سيكون رئيس وزراء مختلف. لديه تركيبة اهتمام ومتابعة لكل شيء. "رئيس الوزراء المهرول" هو أفضل لقب له يعطيه حقه.

في كل جلسة وفي كل موقف وفي كل خطاب يحاول إيصال بعض الرسائل للجمهور، نستطيع استنتاج ذلك مثلا من اجتماع مجلس الوزراء الأخير.

هل لاحظتم في ذلك الاجتماع أن نائبي رئيس الوزراء "بولنت أرنتش" و" يالتشن أكدوغان" يجلسان بجانب بعضهما البعض؟

وكذلك النائبين الآخرين كلا من "نعمان كورتولموش" و"علي باباجان" كانا يجلسان بجانب بعضهما البعض في ذلك الاجتماع.

هل تعلمون لماذا ؟ لأن المذكورين أعلاه كانا يتناقشان بشدة وبحدة عن الآليات الاقتصادية التي يجب إتباعها في المرحلة المقبلة وهذا كان قبل أن يصبح داود أوغلو رئيسا للوزراء، أما اليوم فهم يجلسون بجانب بعضهما البعض تحت مظلة داود أوغلو. في هذا رسالة واضحة جدا للشعب وللجمهور يقدمها لنا داود أوغلو مفادها أنه" لا يوجد أي مشكلة ولا أي خلاف".

* * *

بدأ أمس داود أوغلو في مدينة قونيا التحضير لعملية الانتخابات العامة عام 2015. مع أنه متبقي 8 أشهر على الانتخابات. فأن يبدأ  حزب سياسي بتحضير نفسه لانتخابات متبقي عليها 8 أشهر، أمر نادر الحدوث.

لكن رئيس الوزراء يفكر بصورة مختلفة.

فهو لا يريد أن يدخل حزب العدالة والتنمية في جو من التراخي والكبر، هو يرى أن الحزب عليه دوما أن يبقى يعمل ويصل الليل بالنهار مهما ضعفت المنافسة أمامه. يريد أن يكون الحزب كما يقول دوما "كالدراجة الهوائية" إذا توقف السائق عن تبديل الدواسات فلن تستمر في الحركة إلى الأمام.

لهذا فأن رئيس الوزراء يعطي أهمية لعمل حزبه بجانب عمل حكومته، ولكي يحصل على المعلومات حول حزبه، لا يطلب مقابلة نوابه عن رئاسة الحزب، بل يذهب إليهم فردا فردا ليأخذ المعلومات منهم.

سيشارك داود أوغلو بنفسه في كل اجتماعات الحزب في المدن الكبرى والصغرى، لهذا طلب من الحزب تمديد مدة عقد مؤتمراته في المدن إلى 90 يوما، حتى يتسنى له المشاركة في كل الاجتماعات بنفسه.

سألته أمس في بيته:

- كيف ستستمرون في هذا الأداء وهذا الجهد الكبير جدا؟

أجاب بما معناه "أين المشكلة في ذلك؟" قائلا:

- علينا القيام بذلك، وسنقوم به، لو أن الأمور لم تتقدم بصورة مثالية لتعبنا ربما، لكننا الآن لا نتعب لأن الأمور تسير على أكمل وجه.

***

في أثناء عمله كوزير للخارجية، كان أحمد داود أوغلو يعرف كل شخص يعمل في وزارته مهما كانت وظيفته وموقعه. وتحدث لنا أمس خلال حديثنا عن زيارته لوزارات حكومته وأنه طلب التعرف على العاملين فيها شخصيا. لذلك سألته:

- انتم قمتم بذلك في وزارة الخارجية، لكن كيف ستتعرفون على كل شخص في كل الوزارات؟ هناك عدد كبير جدا.

مجددا قال: "لقد قمنا بذلك مسبقا، وسنقوم به الآن".

منذ جلوس أحمد داود أوغلو على كرسي منصب رئيس الوزراء، وعلى عكس توقعات البعض، يعمل بجهد عالي جدا، ويستخدم أسلوبه الخاص المختلف عمن سبقوه.


* كارثة المصعد: سقط أمس مصعد كهربائي في بناية قيد الإنشاء، سقط من الطابق 32 وارتطم بالأرض مسببا وفاة 10 أشخاص من العاملين في ذلك المبنى.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس