ترك برس - وكالات

اعتبر موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون في المؤتمر السنوي لمعهد سياسات مكافحة الإرهاب ضدّ إيران وتركيا وقطر، بمثابة الرصاصة الأولى في هجوم إعلامي ودبلوماسي ضد تركيا وقطر وإيران تنفيذاً لقرار رسمي إسرائيلي.

ونقل الموقع عن يعالون قوله إن الإرهاب هو إرهاب في كل مكان، ويجب العمل ضده؛ فالعالم يبدي التسامح تجاه دول داعمة للإرهاب وفي مقدّمتها إيران وتركيا وقطر، وهي تعتبر أكبر الدول الداعمة لحركة "حماس"، وكلتا الدولتين (قطر وتركيا) عضوان في الأمم المتحدة، بل إن إحدى هاتين الدولتين (تركيا) عضو في حلف شمال الأطلسي".

وادعى يعالون أن العالم يتجاهل في حربه على الإرهاب هذه الدول، ومن الظواهر المذهلة، بحسبه، بقاء هاتين الدولتين عضوين كاملتي العضوية في منظمات دولية في الوقت الذي تؤيدان وتدعمان فيه الإرهاب.

وكشف موقع "معاريف" أن الهجوم الشديد على تركيا وقطر من قبل يعالون، وهو الأول من نوعه، لم يأت عبثاً أو مصادفة، بل هو نتاج قرار اتخذه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد توجيه أصابع اتهام رسمية باتجاه تركيا وقطر، باعتبارهما دولتين مقربتين من الدول الغربية من جهة، وتدعمان "حركات إسلامية إرهابية"، من جهة ثانية.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان حريصاً طوال مدة الأزمة في العلاقات التركية الإسرائيلية، والتي بدأت قبل خمس سنوات على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، على الامتناع عن توجيه الانتقادات لتركيا، بل إنه قدم خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الأراضي المحتلة قبل نحو عام ونصف العام اعتذاراً رسمياً لأردوغان عن اعتداء البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية "مافي مرمرة" وقتل 10 متطوعين أتراك كانوا على متنها في طريقهم إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي.

لكن إسرائيل، بحسب الصحيفة، قررت وللمرة الأولى الانتقال إلى الهجوم، سعياً إلى دق الإسفين بين الولايات المتحدة والدول الغربية، من جهة، وبين تركيا وقطر، من جهة ثانية.

وكان طاقم التوجيه الإعلامي والسياسي الإسرائيلي قد عقد، الأسبوع الماضي، اجتماعاً لعشرات الممثلين لمنظمات دعاية إسرائيلية رسمية وغير رسمية، تعمل في إسرائيل ومختلف أنحاء العالم، وعرض عليهم النقاط الرئيسية التي ترغب إسرائيل في إدراجها في الحملة الدبلوماسية والإعلانية على قطر وتركيا على الصعيد العالمي.

وتم خلال الاجتماع تناول الادعاءات المعروفة بشأن إيران والمقارنة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وحركة "حماس"، لكن هذه المرة مع إضافة رسائل ضد تركيا وقطر، خصوصاً أن الأولى عضو في حلف شمال الأطلسي.

وفي هذا السياق، كان يعالون قد اعتبر أن اسطنبول تشكل قاعدة أخرى من قواعد حركة "حماس"، بسبب إقامة القيادي الفلسطيني صلاح العاروري لديها.

وكانت إسرائيل قد بدأت حملات دبلوماسية ضد تركيا وقطر مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وتقديم الدولتين مبادرة لوقف إطلاق النار تضمن شروط المقاومة، غير أن حكومة الاحتلال مارست ضغوطاً هائلة على الولايات المتحدة لرفض المبادرة، التي أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، موافقة أولية عليها، لكن إسرائيل والسلطة الفلسطينية أعلنتا أن المبادرة المصرية هي الوحيدة المقبولة.

كذلك بلغ العداء الإسرائيلي لقطر حدّ إعلان الجهات الرسمية الإسرائيلية، قبل نحو شهر عن قرارها بالتحقيق في زيارة قام بها نواب من "التجمع الوطني الفلسطيني" هم جمال زحالقة وحنين زعبي وباسل غطاس إلى قطر، ومعرفة مصادر تمويل هذه الزيارة وما إذا كانت من الحكومة القطرية.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية في هذا السياق أن من المحتمل أن يتطرق نتنياهو خلال الخطاب الذي سيلقيه أواخر الشهر الحالي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إلى الدورين القطري والتركي في دعم حركة "حماس".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!