أ. د. محمد مرعي مرعي - خاص ترك برس

عندما أعلنت روسيا عبر كهنتها الأرثوذوكس الحرب الدينية على الشعب السوري الثائر ضد سلطة آل الأسد ملتحقة بحروب إيران فارس الشيعية وأذيالها في العالم لإذكاء تلك الحرب، لما يدرك هؤلاء أنهم أشعلوا حروبا قد لا تنتهي في عقود بل وقرون ، لأن العالم المتحضّر تجاوز تلك الحروب منذ أكثر من قرن وارتقت دوله إلى مستوى التكامل والعولمة الشاملة، وبقيت عقلية الخرفات والأساطير الدينية و مافيات الحكم هي من يقود حكام روسيا بوتين وإيران فارس وشيعتها وسلطة آل الأسد بالعالم.

فقد بشّر أتباع بوتين روسيا وخامنئي إيران وملحقاتهما بإطلاق حلف حروبهم المقدسة بشكل مستتر لقتل الشعبين الثائرين السوري والعراقي، لكن سرعان ما كشفا قناعهما المزيف مع اعلان بوتين صراحة في خطابه أمام تجمّع مجلس الاتحاد الروسي أن كل الشعوب المسلمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إرهابيون (باستثناء اتباع الديانة الشيعية القاطنين في تلك المنطقة الجغرافية )، ثم أكمل ولاياتي كبير مستشاري خامنئي الذي كان وزير خارجية ايران سابقا بأن دخول الجيوش والميليشيات الايرانية والشيعية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها هو لسيطرة العرق القومي الفارسي بغطاء الديانة الشيعية، ثم لحق بهما نتنياهو وحاخاماته بإعلان اسرائيل دولة يهودية ووجوب قتل كل مسلم ومسيحي فيها، وبعد ذلك اعلن دونالد ترامب المرشح للرئاسة الأمريكية مطالبته بمنع إدخال المسلمين امريكا وضرورة قتلهم في أوطانهم، وأخيرا أكملت مارين لوبين رئيسة الجبهة الوطنية المتطرفة في فرنسا بوجوب التحالف مع روسيا وايران وسلطة بشار الأسد وحزب الله الشيعي اللبناني لقتال المسلمين في العالم كونهم متطرفون وإرهابيون.

هذه التصريحات المتزامنة في مضمونها وتوقيتها تدفع كل مسلم أو عربي لدراستها والتمعّن في محتواها: هل انطلقت الحروب الدينية الأرثوذوكسية الشيعية الصهيونية النازية الجديدة بفرنسا وأمريكا ضد العالم الإسلامي أولا، والشعوب العربية ثانيا، ثم الشعوب الأخرى التي تنشد الحريات والتنمية ثالثا؟ ولماذا تزامنت ولادة حلف الحروب الدينية المقدسة مع اندلاع ثورات الربيع العربي؟

 لم يكتف حكام حلف الحروب الدينية المقدسة بدفع قطعانهم البشرية المتوحشة وأسلحتهم المدمرة في مناطق الثورات العربية، بل تعدى الأمر نحو تركيا والسعودية وذلك مع إعلان بوتين روسيا بأنه مستعد لاستخدام أسلحة جديدة في سوريا، وأن جيشه يتدرّب ويختبر أسلحة حديثة في بيئة مثالية ضد المسلمين في سوريا والعراق حيث لا يمكن استخدامها في الحروب العادية كونها محرمة دوليا وقال لو حاول إيجاد أي منطقة تدريب أخرى لتحقيق ذلك ستكون أكثر كلفة! حقيقة: إنه إرهاب دولة ودموية وسادية حاكم مجرم مهووس بالغرور والقتل كشأن إيفان الرهيب مثاله في عهد قياصرته.

بالوقت نفسه، أعلن حكام إيران فارس الشيعية بأنهم سيدافعون عن سلطة بشار الأسد بكل قوتهم العسكرية كي لا يصل للحكم في سوريا من يمثل الشعب السوري الارهابي من وجهة نظرهم... فعلا:  لم يصل حكام أي دولة عبر التاريخ للتعبير عن هكذا تصريحات إجرامية ووحشية كما فعل ويفعل حكام روسيا وايران وأذيالهما في المنطقة.

هكذا، ولد الحلف الإسلامي ضد الإرهاب، واتضحت أهدافه منذ البداية بأنه سيحارب كل قوى الإرهاب في العالم أي: "الارهاب الداعشي المصنّع في دول الحروب الدينية المقدسة، والإرهاب الشيعي الفارسي وأذياله خارج إيران، والإرهاب الأرثودوكسي الروسي، والنازيون وعصابات أوجلان، وغيرهم...".

وإن ما أعلنه الرئيس التركي أردوغان: "بأن المستهدف من كل تلك الحروب هو الاسلام فقط" خير دليل واقعي وبليغ عما يحصل في منطقتنا من ارهاب  روسي فارسي شيعي صهيوني أوجلاني نازي جديد.

لذلك، يفيد توضيح أن الدول 34 المنضوية بالحلف الاسلامي ضد الإرهاب بكل أشكاله ومصادره تمتلك إمكانيات عسكرية واقتصادية وبشرية وعلمية هائلة، وإن وزنها السياسي وعلاقاتها الدولية في أرفع مستوياتها كدول مؤمنة بالسلم العالمي وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية، على عكس ما تقوم به دول روسيا وإيران وأذيالها وإسرائيل والسياسيين الفاشيين في الدول الأخرى الذين يسعون بكل ما يملكون نحو هدم منجزات التقدم الحضاري الانساني.

أخيرا، يكون للإعلام وقادة الرأي والعلماء والمفكرين والزعماء المتبصرين بالواقع ومآلاته جراء ممارسات حكام بلدان الحروب الدينية المقدسة، أدوارا هامة جدا في فضح أهداف حلف الحروب المقدسة الإجرامي وكشف زيف قناعه المعادي للإنسانية كي يتعرى أمام كل إنسان على وجه الأرض.

عن الكاتب

أ. د. محمد مرعي مرعي

جامعة غازي عنتاب، كلية الاتصالات، قسم العلاقات العامة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس