أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

رافقت رئيس الشؤون الدينية البرفسور محمد غورماز إلى طهران من أجل المشاركة في المؤتمر العالمي التاسع والعشرين لوحدة الأمم في إيران. وفي خضم التوتر الحاصل مع إيران في هذه الأيام كان طلب الحضور والمشاركة موجهة من رئاسة الوزراء التي حضّرت طائرة خاصة لإيصالنا.

تكلم رئيس الشؤون الدينية لمدة 25 دقيقة في افتتاح اللقاء الذي حضره رئيس الجمهورية الإيراني وأكد أنه "لا يوجد ما هو أكثر أهمية من إيقاف سيلان دماء المسلمين في أنحاء المعمورة..."، ثم أطرق وتكلم كلامًا مهمًا: "إن الذين يُكفّرون كل من يعاديهم أو لم يكن معهم لا يزيدون عن كونهم خنجرًا في خاصرة العالم الإسلامي… لم يحصل في التاريخ الإسلامي العريق أن كان التناحر والقتل مستعرا بين المسلمين مثلما وصل الحال إليه في هذه الأيام".

وتابع: "إن الخسائر التي يعاني منها الإسلام والعالم الإسلامي بسبب شبكات الإرهاب التي تتغنى بنبينا الأعظم وتبتعد كل البعد عن الإيمان والعقل والحكمة التي دعا لها أكبر بكثير من الخسائر التي تصيب أعداء هذه الأمة… لا يمكن الجزم بأن سبب الصراع والقتال الحاصل اليوم هو بدوافع مذهبية أو دينية… يجب أن تكون الوحدة والأخوة الإسلامية فوق كل اعتبار من أجل الدفاع عن الحق والعدل في هذه العالم".

وتابع قائلًا: "لا يمكن أن يكون الدم المهدور اليوم دمًا سنيًا أو شيعيًا وإنما هو دم الأخوة…لن نستطيع إطفاء الحريق الذي يأكل منطقتنا برمي التهم على بعضنا البعض...  يبدو أننا سنخسر حضارتنا في الشام وبغداد واليمن كما خسرناها من قبل في الأندلس… لا يمكن أن نقبل التوجهات المذهبية على الرؤية الإسلامية الموحدة…كن شيعيا أو سنيا لكن يجب أن نبقى أمة واحدة... لا يجوز تكفير أي كان حسب أفهامنا غير الكاملة للإسلام…الشيعة والسنة أمة واحدة".

"ليس الجهاد بالإرهاب والقتل والتقتيل وإنما بالمجاهدة على فعل الخير…بني الدين على توحيد الله ووحدة الأمة… لا يمكن أن نفهم أسباب استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة لبعض الأطراف على شعوبها… يجب أن لا نعطي الذرائع والأسباب لبذر حبوب الفتن في أراضينا… سيجمع الله الظلمة وداعميهم في جهنم… بتنا اليوم في حاجة للأخوة التي أمرنا بها الله وحضنا عليها نبيه… لنمد أيدينا لإخوتنا في مصر، ونغلق أسباب الحروب التي هجرت الآلاف في سوريا، وندخل من باب الوحدة إلى فلسطين… لنقبل الفروق فيما بيننا بدل التناحر وسكب الدماء".

"لنكن صوتًا واحدًا ضد الكفر، وقلبا واحدا ضد الخيانة، ويدا واحدة ضد الظلم… إن القتل لأسباب مذهبية أو فكرة لا يعد جهادًا وإنما هو إرهاب… سيكون سكوتنا عن الظلم والمظالم بينما يعد سقوط إخوتنا بين شهيد وجريح في الجبهات أكبر مصائبنا في دفتر اعمالنا يوم القيامة… يا الله وحد قلوبنا ورص صفوفنا وانصر مظلومنا وثبتنا على التوحيد…".

وبعد افتتاح الوزير غورماز للبرنامج زار وزير الحج الإيراني غازي اسكر الذي سيصاحبه للأيام الثلاثة القادمة.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس