الزمان

قال خالد عيسى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في فرنسا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني رئاسة عبد الله أوجلان إنه منذ اجتاحت الدولة الاسلامية الموصل العراقية أتيحت الفرصة للحزب سلسلة من الاتصالات مع المسؤولين الأجانب. وامتنع عن تحديد الدول المشاركة في هذه الاتصالات بسبب البروتوكول الدبلوماسي. 

وقال عيسى: "لقد أعطونا إشارات على أن مواقفهم تجاهنا بدأت تتغير. لكن في تحليلي بناء على الاتصالات التي ذكرتها مازالت هناك عقبات". 

وأضاف أنّهم يعلمون أن وحدات الحماية الشعبية هي أفضل قوة فعالة في مواجهة الدولة الإسلامية. وهم يريدون تطمينات أكثر للجانب التركي. فدول حلف شمال الاطلسي المتحالفة مع تركيا لابد أن تطمئنها وتجعلها تفهم أن وجود الدولة الإسلامية خطر على تركيا وأن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يتمنى السوء لأحد. من جانبها قالت مصادر كردية سورية تقيم في أربيل لـ"الزمان" إن الاتصالات الأجنبية تزايدت الشهر الماضي عندما حاصر مقاتلو الدولة الإسلامية آلافا من أفراد الطائفة اليزيدية على قمة جبل، ووصف الرئيس الامريكي باراك أوباما ذلك بأنه خطوة قد تؤدي إلى إبادة جماعية.

وعبّر مقاتلون من وحدات الحماية الشعبية الحدود إلى العراق للمساعدة في إجلاء اليزيديين وقال مسؤول غربي إن هذا الدور ساهم في تحسين صورة حزب الاتحاد الديمقراطي.

وأضاف المسؤول: لا أتوقع تغييرا كبيرا في السياسة لكنني أتوقع حوارا أوسع مع حزب الاتحاد الديمقراطي.

من جانبه قال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات الحماية الشعبية إن المجموعة إلتقت بمسؤولين عسكريين أمريكيين على جبل سنجار لبحث إجلاء اليزيديين. لكنه أضاف أنه لم تحدث اتصالات بين الجماعة المسلحة والغرب.

وأضاف: نأمل في تعاون قوي مع الأمريكيين والدول الأوروبية في الحرب ضد الدولة الإسلامية سواء في سوريا أو في العراق. 

ويعيش الأكراد في تركيا وإيران والعراق وسوريا ويحلم كثيرون منهم أن تكون لهم دولتهم المستقلة. وأقرب صورة لتحقق هذا الحلم تحققت في العراق حيث يتمتعون بوضع أشبه بالاستقلال في شمال البلاد. فيما كشف مسؤول تركي رفيع أمس أن تركيا طلبت من الولايات المتحدة أن تكون الوسيط لإرسال دفعات الأسلحة التي تسلمها للبيشمركة التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت المصادر لـ"الزمان" إن تركيا تبرر هذا الطلب بخشيتها من سقوط الأسلحة الأمريكية بيد حزب العمال الكردستاني الذي يترأسه عبد الله أوجلان الذي تفاوضه أنقرة في سجنه حول السلام. وأوضحت المصادر أن حزب العمال الكردستاني له آلاف المقاتلين الذين انسحب منهم حوالي أربعة آلاف إلى أربيل باتفاق مع أوجلان حيث يشاركون حاليا في القتال ضد الدولة الإسلامية إلى جانب البيشمركة.

وأبلغ المسؤولون الأتراك ومن بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل عن خشيتهم من وقوع الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى البيشمركة لقتال الدولة الإسلامية بيد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يشاركون في الدفاع عن الإقليم.

فيما استقبل أردوغان أمس في أنقرة وزير الدفاع الأمريكي.

والحكومة الاسلامية التركية المحافظة التي تعادي نظام الرئيس السوري بشار الأسد متهمة بدعم بعض مجموعات المعارضة السورية الأكثر تطرفا.

وتنفي تركيا بشكل دائم تقديم أي أسلحة لهذه المجموعات. ويقيم على الأراضي التركية أكثر من 1,2 مليون لاجىء سوري فروا من الحرب في بلادهم. 

ويشكل سعي واشنطن إلى تكوين ائتلاف دولي واسع ضد الدولة الإسلامية إحراجا لتركيا التي يحتجز متطرفون إسلاميون 49 من مواطنيها في الموصل منذ سيطرتهم على المدينة في التاسع من حزيران/ يونيو الماضي.

وبرز خلاف في السنوات الأخيرة بين أنقرة وحليفها الأميركي في حلف شمال الأطلسي حول سياستها في سوريا وغزة.

وتركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة في ائتلاف يضم 10 دول تشكل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية خلال قمة الحلف الأطلسي الأسبوع الماضي في نيوبورت ويلز.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!