ترك برس

أكدت تركيا على لسان مسؤوليها، في أكثر من تصريح صحفي، على أنها لن تسمح بإقامة دويلات صغيرة تابعة لقوى أجنبية بالقرب من حدودها، لأن ذلك يهدد أمنها واستقرارها الاستراتيجي، وأنها لن تقبل العيش تحت خطر هذه التهديدات لفترة طويلة.

شدد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في لقاء صحفي مع الصحافيين المرافقين له في رحلته إلى هولندا، الأربعاء الماضي، 10 شباط/ فبراير 2016، على أن تركيا ماضية في وضع خططها الأمنية المتعلقة بسورية والموائمة لمصالحها الاستراتيجية، مؤكدًا أنها لن تستأذن من أحد لتطبيق خططها الأمنية داخل حدودها وخارجها.

تركيا ستعمل على تطبيق الخطط الملائمة لمصالحها الإقليمية

وفيما يتعلق بالسياسة الأمنية التركية تجاه سورية، أشار داود أوغلو إلى أن تركيا لا تفرق بين داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الكردية، فكلاهم بالنسبة لها منظمات إرهابية، موضحًا أن هذه المنظمات تستخدم نفس الأساليب الإرهابية، ففي حين تمارس داعش بعض الأعمال الإرهابية بحق سكان المناطق التي تسيطر عليها، يرتكب حزب الاتحاد الديمقراطي أبشع جرائم الإنسانية من خلال ممارسة "التطهير العرقي" ضد العرب والتركمان الذين يقطنون المناطق التي يسيطر عليها في الشمال السوري.

وأردف داود أوغلو بالقول تركيا لن تستشير أحد لحماية حدودها الإقليمية، ولن تسمح تركيا إطلاقًا لأي قوة خارجية أن تقوم بالسيطرة على بعض المناطق المحاذية لتركيا، وتعمل على إقامة دويلات متناثرة، فحدودنا الإقليمية مع سورية وليس مع روسيا وأمريكا، وسنبذل كل ما بوسعنا من أجل كبح خطط هذه الدول "التقسيمية".

وأضاف داود أوغلو أن محاربة حزب الاتحاد الديمقراطي لداعش، لا تجعل منه منظمة مشروعة ولا تجعل من عناصره أبطال ثوريين يجب دعمهم بكافة الوسائل، بل هو من أكثر المنظمات الإرهابية في سورية، والجرائم التي يرتكبها بحق المواطنين العرب والتركمان واضحة وليست بحاجة لإجراء تحقيقات مُعمقة.

وفي سؤاله عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال إقامة روسيا وأمريكا عوائق ضد التحركات التركية في المنطقة، صرح داود أوغلو بأنه في حال إقدام أي قوة على إزعاج تركيا استراتيجيًا، فإنها لن تتوانى للحظة للرد عليها بخطط مضادة لحماية أمنها القومي والإقليمي، مؤكدًا أن تركيا لن تستأذن من أحد حول الإجراءات التي ستقوم بها لتقويض الخطط التي تتعارض مع مصالحها القومية والإقليمية الاستراتيجية.

سنحاول إيقاف روسيا عند حدها

أما فيما يتعلق بسؤله عن تجاوزات روسيا في المنطقة وإمكانية اتخاذ أنقرة إجراءات لردعها وإيقافها، أوضح داود أوغلو أن تركيا ستستعين بالناتو وستتعاون مع دول الخليج العربي، خاصة المملكة العربية السعودية، لإيقاف روسيا عند حدها وإجبارها على التراجع عما تقوم به من جرائم بحق الإنسانية.

وأكد داود أوغلو أن تركيا ستضغط على الدول الأوروبية داخل الناتو من خلال بطاقة اللاجئين، ليس استغلالًا لقضيتهم، بل لخدمتها وإيصالها إلى بر الأمان، مشيرًا إلى أن بعض الدول الأوروبية تدعو تركيا إلى فتح حدودها أمام اللاجئين، بينما تتغافل عن المسبب الرئيس لقضية اللاجئين، وهو الغطرسة الروسية وجرائم حليفها النظام السوري.

واستطرد داود أوغلو موضحًا أنه كان من الأولى على دعاة تركيا إلى فتح أبوابها للاجئين للظهور بعباءة ملائكة الإنسانية، أن يعملوا على إيقاف الغطرسة الروسية التي ارتكبت آلاف الجرائم في سورية، منذ بدء تدخلها العسكري وحتى يومنا هذا، ومضيفًا أن تركيا ليس بحاجة إلى من يعطيها النصائح في القضايا الإنسانية، بل هي بحاجة إلى من يساندها فعلًا في القضاء على المعاناة الإنسانية الأكبر التي يعاني منها الشعب السوري منذ خمس سنوات.

مؤتمر جنيف

اعتبر داود أوغلو، في إطار إجابته عن السؤال المتعلق بسلسلة مؤتمرات جنيف، أن مؤتمرات جنيف التي بدأ عقدها منذ عام 2013، وحتى يومنا هذا، هي مجرد أداة مراوغة، لحجب الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري وروسيا ضد المدنيين العُزل.

وأكد داود أوغلو أن الحل الأمثل للقضية السورية، هو القضاء على نظام الأسد وطرد روسيا من سورية، وبالتالي منع إقامة دويلات متناثر هنا وهناك، والحفاظ على الأراضي السورية مُوحدة تحت راية واحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!