محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

ألا يوجد عاقل بين مستشاري الرئيس الروسي بوتين يشير إليه بإعادة النظر في مستقبل سوريا الأسد؟ هل يظن كل هؤلاء أن الشعب السوري لا يعدوا أن يكون قطيعًا من النمل؟ ألم يقرؤوا تقرير مركز سوريا للدراسات والذي نُشر في صحيفة الغارديان؟ ألا يعلمون أن بشار الذي يدافعون عنه هو نفسه من قتل أكثر من 470 ألف مواطن سوري وتسبب بجرح أكثر من مليون آخرين حسب ما جاء في التقرير...

أي عقلية يملك هؤلاء البشر حتى يتمسكوا بالأسد بكل أطرافهم ونواجذهم؟ ألا يعلمون أن الأسد سبب الكارثة والمأساة لأكثر من 13.8 مليون مواطن سوري، كما أجبر أكثر من 45% من السكان على ترك منازلهم، ودفع 4 مليون مواطن إلى ترك البلاد والمعاناة في شتات اللجوء؟ وبالمختصر فإن ما قام به الأسد هو تقليل عدد المواطنين بنسبة 21%، وإنقاص متوسط أعمارهم لـ55.4 عامًا في 2015 بعدما كانت 70 عاما.

أين هو ادعاؤهم محاربة تنظيم داعش وهم يفجرون ويدمرون بطائراتهم دفاعا عن الأسد غير مبالين بمليون لاجئ جديد سيكون محصلة كل تلك التفجيرات في حلب؟ ألا يرون أنفسهم وهم يكررون خطأهم السابق في أفغانستان عندما سلموها لطالبان التي احتضنت إرهاب القاعدة؟ ألا يرون ذلك اليوم يتجدد بتعزيز ودفع الناس نحو تطرف داعش؟ ألا يزن كل هؤلاء البشر مثقال بعوضة عند التلاميذ الجدد لستالين؟ أم أن "حقوق الإنسان" و"شرف الإنسان" و"نهضة الإنسان" هي تفاصيل لا معنى لها عندهم؟

أما المحزن المؤلم بين كل هذه الأحداث هو ما ظهر عليه أوباما من العجز والافتقار للحكمة والمنطق عندما سلم مقاليد الأمر لبوتين وتراجع للوراء ليشاهد ما يحدث بإعجاب! ألا يعلم أوباما أن المالكي الذي أنبت داعش هو نفسه الروسي الذي سيخرج لنا أمثالهم؟ أم أنه لا يعلم بأن اتفاقهم ودعمهم لحزب العمال الكردستاني يعزز الإرهاب في تركيا؟

إلى متى سينتظرون؟ هل ينتظرون انهيار أسعار النفط الى أدني مستوى لها حتى يتم ردع بوتين؟ أم ينتظرون موت آلاف وتهجير ملايين آخرين حتى يفهموا أخطاء نظام الأسد؟ أم أن موت 100 ألف طفل لا يحمل أي معنى وقيمة في ظل الحداثة والحضارة التي ندّعيها؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس