ترك برس

رأى محلل الشؤون السياسية في صحيفة هآرتس أنشيل بيفر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يختبر تماسك واستقرار حلف الناتو عبر العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الروسي في سوريا، وأنه يرغب في إحداث شق في صفوف الحلف في حال قرر الحلف عدم تقديم دعم عسكري لتركيا.

وكتب بيفر اليوم الجمعة إن الغارات العنيفة التي شنها الطيران الروسي في الأسبوع الماضي على العديد من الأهداف المدنية، ومواقع المعارضة، على الرغم من توقيع اتفاق ميونخ، إلى جانب الحرب الإعلامية الروسية ضد الغرب، كل ذلك يثير المخاوف من أن بوتين يهدف إلى تقويض تماسك حلف الناتو الذي يراه بوتين عدوا لبلاده.

وأضاف المحلل الإسرائيلي أن روسيا تدرك أن الإدارة الأمريكية الحالية لا ترغب في الدخول في مواجهة عسكرية على الأراضي السورية، وتستغل روسيا ذلك في تعميق التوتر مع تركيا. فخلال الأشهر الماضية زادت روسيا دعمها للأكراد بالسلاح والغارات الجوية التي تساعدهم على التقدم بالقرب من الحدود التركية السورية، وهو ما يعد استفزازا متعمدا لتركيا.

وتابع أن تركيا لم تطلب حتى الآن تدخلا فعالا من الناتو وتفعيل مبدأ الدفاع الجماعي، لكن تركيا اختارت زيادة التوتر فبدأت في بناء مخيمات للاجئين داخل الأراضي السورية دون غطاء جوي، وسمحت بعبور 500 مقاتل لمواجهة الانفصاليين الأكراد وقوات الأسد، وهذه العوامل كلها تخلق وضعا متفجرا تصبح فيه المواجهة بين روسيا وتركيا مسألة وقت فحسب، وهذه المرة سينتهي الأمر بأكثر من إسقاط طائرة.

واختتم بيفر تحليله بأن بوتين ليس معنيا بالحرب مع تركيا ولكنه سيفرح حين يلحق ضررا بمبدأ الدفاع الجماعي داخل حلف الناتو، لافتا إلى أنه ليست تركيا وحدها التي تتعرض للتهديد من الحرب في سوريا، بل إن دول غرب أوروبا تخشى من تجدد تدفق اللاجئين مع انتهاء فصل الشتاء.

وبحسب المحلل الإسرائيلي فإن بوتين يستخدم اللاجئين السوريين ورقة ضغط جديدة على حلف الناتو وعلى الاتحاد الأوروبي، ويكفيه في ذلك أن يواصل قصف المستشفيات في سوريا دون أن يخاطر بالدخول في حرب مع الغرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!