ترك برس

على ضوء التقارير التي تحدثت عن قرب التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد أزمة استمرت ست سنوات، حذر محللون إسرائيليون من أن هذا الاتفاق سيلحق ضررا بعلاقات إسرائيل بحلفائها الاستراتيجيين في المنطقة وعلى رأسهم روسيا وقبرص واليونان، وستكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإسرائيلي.

فقد انتقد مدير عام وزارة الخارجية الأسبق، والسفير الإسرائيلي السابق في أنقرة ألون ليئال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب الاتفاق مع تركيا. وقال ليئال في مقابلة مع القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلي "إن الاتفاق يلحق الضرر بحلفائنا الحقيقيين في المنطقة قبرص واليونان"، مضيفا أن الأتراك أثبتوا أنه لا يمكن الاعتماد عليهم، على حد قوله.

وفي الاتجاه نفسه طالب المحلل آريه إجوزي الحكومة الإسرائيلية بالتروي، وعدم الإسراع في تطبيع العلاقات مع تركيا، لأن في ذلك مخاطر كثيرة، لا سيما من الناحية الأمنية، على الرغم من أن تطبيع العلاقات مصلحة استراتيجية لكلا البلدين.

وكتب إجوزي الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية "إن في إسرائيل من يرى أن تسوية العلاقات مع تركيا مصلحة عليا، لكن في إسرائيل حيث لا توجد ترتيبات في العلاقات الخارجية، فإن هناك كثيرين، لا سيما في المؤسسة الأمنية، يرون أن الركض الإسرائيلي إلى حضن تركيا مسألة خطيرة، وخطأ كبير".

وبحسب إجوزي فإن مصادر في المؤسسة الأمنية حذرت من منح رخص جديدة للصناعة العسكرية الإسرائيلية لبيع منتجاتها إلى تركيا. ونقل إجوزي عن مصدر أمني قوله إنه في حال استؤنفت العلاقات، فيجب أن تمر مدة طويلة نسبيا قبل منح موافقة واحدة على تصدير منتجات عسكرية إسرائيلية إلى تركيا.

ولفت المصدر الأمني الإسرائيلي إلى الضرر الذي يمكن أن يلحق بعلاقات إسرائيل الخارجية مع دول مثل روسيا واليونان وقبرص، في حال عودة العلاقات الطبيعية بين إسرائيل وتركيا.

وفي صحيفة معاريف رأى المحلل يوسي ميلمان أنه حتى لو أعلنت تركيا وإسرائيل في المستقبل القريب عن انتهاء الأزمة الدبلوماسية بينهما، فإن العلاقات التركية الإسرائيلية لن تعود كسابق عهدها، وأن العصر الذهبي في العلاقات بين البلدين في مجال التعاون الأمني والاستخباراتي قبل عشر سنوات قد انتهى.

وأضاف ميلمان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى السلطة عام 2002 وضع نهاية للتعاون في المجال العسكري، أو بين الاستخبارات التركية والموساد الإسرائيلي، والذي كان بدأ منذ عام 1958.

ولفت ميلمان إلى أن العقبة الوحيدة أمام إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين هي الطلب التركي بالحصول على موطئ قدم في قطاع غزة، وهو الأمر الذي يعارضه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، كما أن الجنرال السيسي ليس مستعدا للمصالحة مع تركيا، أو مكافأة أردوغان على أخطائه، على حد قول المحلل الإسرائيلي.

وخلص ميلمان إلى أنه في حال تم التوصل إلى صيغة حل مناسبة لهذه العقبة، وحلت الأزمة بين تركيا وإسرائيل، فإن ذلك سوف يكون في إطار صفقة ثلاثية إسرائيلي – تركية – مصرية ، لأن إسرائيل تعد تحالفها الاستراتيجي مع مصر أهم من تحسين علاقتها مع تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!