ترك برس

ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقالة لصحيفة ديلي صباح التركية أن تاريخ العلاقات التركية الأفريقية يرجع إلى القرن التاسع الميلادي، وأن الأتراك نظروا على مر السنين إلى الأفارقة كإخوانهم وأخواتهم، وأقاموا جسور تواصل معهم على أساس الاحترام والتقدير المتبادل.

وأشار أردوغان إلى أن تركيا تملك تاريخًا مشرفًا في القارة الأفريقية على الرغم من اختلاف اللغات والأصول والمظهر، مضيفًا أن الشعب الأفريقي كان دائمًا شريكًا وحليفًا لتركيا وقد لعب هذا الإرث الكبير من التعاون والتضامن دورًا مفتاحيًا في نجاح سياسة الشراكة التركية مع أفريقيا.

وتحدث الرئيس التركي عن قيامه بجولة أفريقية العام الماضي شملت أثيوبيا وجيبوتي والصومال، وزيارته الحالية إلى ساح العاج وغانا ونيجيريا وغينيا بصحبة وفد كبير يضم عددًا كبيرًا من الوزراء والبرلمانيين والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال والمستثمرين، معربًا عن أمله في أن تساهم هذه الزيارات في توطيد العلاقات مع القارة الأفريقية وأن تساعد في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الشعبين.

وأشار إلى أن الجهود التركية لبناء علاقات أقوى مع شعوب أفريقيا في السنوات الأخيرة، مضيفًا أن تركيا استطاعت مع إطلاقها مبادرة الانفتاح الأفريقي عام 2005 تحقيق تقدم ملحوظ في التبادل التجاري والحوار السياسي والتعليم والاستثمارات الأجنبية المباشرة، في الثماني سنوات التالية لإطلاق المبادرة، ومعربًا عن فخره بأن تركيا أصبحت بعد عقد من إطلاق المبادرة رابع أكثر دولة تنشط في القارة الأفريقية.

وذكر الرئيس التركي أنه بعد حصول تركيا على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2005، شرعت في العمل بسرعة كي تصبح شريكًا استراتيجيًا للاتحاد، وهو ما تم بالفعل في عام 2008، مضيفًا أن العلاقات اكتسبت زخمًا مع عقد قمة التعاون التركي الأفريقي في إسطنبول في العام نفسه.

وأكّد أردوغان أن تركيا تطلع لاستضافة قمة التعاون التركي الأفريقي الثالثة بإسطنبول عام 2019، حيث تأمل أن تصل الشراكة بين تركيا وأفريقيا إلى مرحلة جديدة، مشيرًا إلى أن تركيا ستواصل مشاركة خبراتها التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية كما ستواصل تقديم الفرص والإمكانات للأفارقة، وفي أثناء ذلك ستواصل دعم مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية".

وذكر الرئيس التركي أن حجم التبادل التجاري بين تركيا ودون جنوب الصحرا ءالكبرى تضاعف عشر مرات خلال 13 عامًا الأخيرة، حيث ارتفع من 742 مليون دولار عام 2000 إلى 8.4 مليار دولار، إضافة إلى ذلك تمتلك الشركات التركية استثمارات تقدر بـ6.2 مليار دولار في عموم القارة الأفريقية.

وأشار إلى أن شركة الخطوط الجوية التركية هي مصدر فخر لتركيا كذلك في علاقاتها مع أفريقيا، حيث تطير الشركة إلى 48 جهة في 31 دولة أفريقية، أما إسطنبول فقد أصبحت مركزًا مهمًا ونقطة انطلاق للمسافرين الأفارقة المتجهين إلى العديد من الدول. وذكر أن ظهور الخطوط الجوية التركية كشركة طيران بارزة في أفريقيا ساهم في تقوية العلاقات بين الشعبين، إذ تمكن رجال الأعمال والمستثمرون الأتراك من توسيع شبكات أعمالهم عبر القارة الأفريقية.

وأضاف أردوغان أن تركيا أصبحت لاعبًا بارزًا في مجتمع التنمية الدولية حيث يحتل قادة الدول الغربية كل المواقع القيادية، مشيرًا إلى أن وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" بالإضافة إلى منظمة الهلال الأحمر التركي ووزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني التركية ساعدت عددًا من الشعوب في مختلف بلدان القارة الأفريقية.

وفي عام 2013، يختم أردوغان، ساهمت تركيا بـ781.2 مليون دولار في مشاريع الإغاثة الرسمية، وشكل هذا المبلغ ربع حجم ميزانية المساعدات الخارجية التركية لذلك العام، مؤكدًا أنّ الأتراك يعملون بجد أيضًا لتلبية احتياجات أفريقيا من القوى العاملة المدربة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!