
ترك برس
مع تكرار الهجمات الإعلامية والإرهابية، بدا واضحًا، حسب عدد من المحللين السياسيين، ضرورة بدء تركيا استخدام آليات دفاعية فعالة على كافة الأصعدة التي تتعرض من خلالها للهجوم.
كان آخر الهجمات الإعلامية التي تعرضت لها تركيا هو طلب السفيرين الأمريكيين السابقين في تركيا "مورتون أبراموفيتش" و"إريك إيدلمان" في مقالهما المنشور في صحيفة واشنطن بوست "على أردوغان أن يتجه للإصلاحات أو يستقيل"، استقالة أردوغان، لفشله في إحلال السلام في جنوب شرقي تركيا، ولتقويضه الديمقراطية في تركيا، ونشره الفوضى إثر ضلوعه في دعم "الإرهاب" في سوريا.
وعلى صعيد آخر، كانت الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها تركيا مؤخرًا، هي انفجار أنقرة الذي وقع في الثاني عشر من الشهر الجاري، مخلفةً آثارًا أليمة أصابت الشعب التركي، ومشكّلة منبهًا قويًا للحكومة التركية حول وجود فجوة أمنية كبيرة في البلاد، تحتاج إلى آليات جادة لسدّها والقضاء عليها نهائيًا.
وعن آليات الدفاع الممكن اتخاذها لرأب الصدع الإعلامي والأمني الذي تواجهه تركيا مؤخرًا، أوضح الخبير السياسي الإعلامي "علي آيدين" أن الكثير من الخبراء السياسيين أوعزوا للحكومة التركية بضرورة اتخاذ خطوات استباقية جادة على الصعيدين الإعلامي والأمني، لا سيما بعد توالي الانفجارات التي تستهدف المدنيين دون أي رأفة.
وعلى صعيد إعلامي يعدد أيدين بعض الإجراءات التي يمكن أن تتخذها تركيا لمجابهة الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها على النحو الآتي:
ـ فتح قنوات تركية تبث بعدة لغات، وتزويدها بعدد من الإعلاميين المحترفين الذين لديهم القدرة على نقل الصورة إلى العالم بشكلها الصحيح، تمامًا مثل ما تقوم به قطر من خلال قناة الجزيرة.
ـ مواجهة الدعاية السياسية السوداء الموجهة إليها بدعاية سياسية مضادة تُثبت ركاكة الدعاية الموجهة إليها بدلائل قاطعة تُقنع الجماهير حول العالم.
ـ تفعيل مناقشة الخطط التركية بما يواكب القضايا الفاعلة في المنطقة، ولا يكفي طرح الخطة بشكل سطحي، بل يجب التعمق في تفاصيلها، ويجب إظهار كل جوانبها بوضوح للعالم.
وقد رصد أيدين هذه الخطوات المختصرة في مقاله بصحيفة ميلاد "كيف يمكن الدفاع عن تركيا؟"، حيث أشار إلى أن هذه الخطوات تبدو بسيطة ولكن تطبيقها بشكل محترف يحتاج إلى جهد كبير، ويجب على الحكومة التركية ألا تدخر جهدًا في تطبيقها، لتتمكن من رسم صورة واضحة عن نيتها الحسنة تجاه مصلحة المنطقة ككل، مؤكدا أن تركيا تأخرت على صعيد الجبهة الإعلامية، مقارنة بالدول الأخرى، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا التأخر نابع عن وجود قنوات عالمية تابعة لها، ولكنها خاوية نوعًا ما من الإعلاميين المبدعين الذين يمكنهم إحداث تغيير فعلي في عقل المشاهد.
وعلى صعيد الإجراءات الأمنية الاستباقية التي يمكنها وقف الهجمات الإرهابية، شدد الجنرال المتقاعد "عدنان تانري فاردي"، في لقائه مع موقع "خبر 7" التركي، بتاريخ 12 آب/ أغسطس 2015، على ضرورة تطبيق الحكومة للخطوات التالية:
ـ تشديد الحرب على المقار الرئيسية لحزب العمال الكردستاني، وإتباع الحرب الجوية بحرب استخباراتية برية، حيث لا يمكن للحرب الجوية وحدها أن تفي الغرض في القضاء على المخيمات التدريبة والمقار القيادية للحزب.
ـ إقامة حرب اقتصادية على المصادر المالية للحزب، وإظهار الوجه الجاد للحكومات الداعمة له، كما قام قائد القوات البرية "أتيلا أتيش"، في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر 1998، بالذهاب إلى هاتاي وهدد حافظ الأسد بالحرب قائلًا "نحن على شفا الحرب معكم، وإن لم توقفوا دعمكم لحزب العمال الكردستاني وتخرجوه من بلادكم، فاعلموا أننا غدًا سنكون في دمشق"، وهو ما اضطر حافظ الأسد إلى طرد "عبد الله أوجلان" وإغلاق مخيمات التدريب فعلًا.
ـ محاربته ثقافيًا واجتماعيًا ونشر الوعي بين المواطنين الأكراد بشكل مكثف، على أنه حزب يخدم مصالح غيره، وللإعلام دور هام في ذلك.
ـ حرب قانونية: تنشيط العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، وإقناعها بالحجج القانونية المادية المخاطر التي يشكلها حزب العمال الكردستاني على الأمن التركي المحلي والدولي.
وأشار تاري فاردي إلى أن هذه خطة شاملة يمكنها القضاء على الإرهاب المحيط بتركيا، وما دون ذلك فمن الصعب جدًا القضاء على الإرهاب من خلال القصف الجوي فقط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!