ترك برس

رأى محللون ومراقبون للشأن السوري، أن دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأراضي السورية، يحمل رسائل إلى تركيا أيضاً.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، حالة من الجدل بعد انتشار مقطع فيديو يظهر نتنياهو، برفقة عدد من وزراء حكومته، خلال زيارة قام بها إلى المنطقة العازلة جنوبي سوريا.

ونشر نتنياهو عبر حسابه على منصة "إكس" تعليقا قال فيه "زرت المنطقة العازلة في سوريا، وحصلت على نظرة عامة على سير العمليات، والتقيت بالمقاتلين الذين يدافعون عن إسرائيل بشجاعة كل يوم".

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا يدين بشدة الزيارة التي وصفتها بغير الشرعية، مؤكدة أنها تمثل انتهاكا صارخا للسيادة السورية.

وفور انتشار المقطع، اشتعلت النقاشات بين رواد المنصات حول ما وصفوه بـ"عربدة" نتنياهو في المنطقة وسبل ردعها، بحسب ما رصده تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.

وتساءل مغردون "أليس لدينا، كسلطة وشعب، ما نقوم به لمواجهة هذه العربدة الإسرائيلية على أرضنا، غير الاكتفاء ببيانات الإدانة واستجداء الاستنكار في مجلس الأمن؟ أما آن الأوان لاستعادة الحضور السوري كدولة وشعب موحدين؟".

ورد آخرون على هذه الدعوات محذرين من أن أي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى تدمير ما تبقى من سوريا، وقالوا "السوريون قادرون على مواجهة إسرائيل، لكن هل نحن قادرون على تحمل موجة جديدة من الدمار والتشريد؟ وماذا عن ردود فعل الخونة والانفصاليين وأعداء الداخل إذا فتحت جبهة مع إسرائيل؟".

كما طرح آخرون تساؤلات عن الخيارات المتاحة أمام السلطة، ومدى حكمة الدخول في مواجهة عسكرية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وما إذا كان الشعب السوري مستعدًا لخوض حرب قد تعد خاسرة أمام عدو مدجج بالأسلحة، معتبرين أن ذلك يعني عمليا دمار ما تبقى من البلد.

ورأى محللون أن زيارة نتنياهو إلى جنوب سوريا تحمل رسالة واضحة مفادها أن "حرب إسرائيل على سوريا وتركيا قادمة"، وتساءلوا عما إذا كان الرئيس أحمد الشرع وحليفه الرئيس رجب طيب أردوغان قادرين على المناورة لتأجيلها أو الإعداد الجيد لها من خلال بناء جبهة مقاومة إقليمية عابرة للحدود والطوائف.

وأشار ناشطون سوريون إلى أن نتنياهو زار بلدة "حضر" الدرزية الواقعة على خط الفصل، والتي تستقبل منذ سنوات بضائع إسرائيلية تباع في محالها، على عكس القرى العربية والشركسية المجاورة التي ترفض أي دخول إسرائيلي، بل تحرق المساعدات المقدمة منها.

واعتبروا أن الموقف يعكس ضغوطا على الدولة السورية.

وأكدت تحليلات أن الهدف من الزيارة هو محاولة تثبيت الواقع الميداني ورفض العودة إلى اتفاق 1974، مع تجاهل للسيادة السورية ومخاوف دول الجوار، خصوصًا تركيا التي ترى في أي تحرك إسرائيلي جنوبي سوريا تهديدًا للاستقرار.

كما أن تصريحات نتنياهو حول "حماية الدروز" تحمل، بحسب المراقبين، رسالة عن نيته إعادة توظيف هذه الورقة للضغط على دمشق بعد تعثر المفاوضات معها نتيجة شروطها المرفوضة.

ومساء الخميس، قال نتنياهو خلال اجتماع الكابينت الأمني، إن إسرائيل تريد أيضاً التوصل إلى اتفاق مع تركيا، لكنها لا تستبعد أن تُشكل تهديداً للدولة العبرية.

وشرح: « أفضّل ترتيبات تعايش مع تركيا. إنهم عنيدون جداً ويتحدثون بطريقة متطرفة، ونحن نردّ عليهم. لكن عملياً، منعنا دخولهم إلى جنوب سوريا. كانوا يريدون الدخول بالقرب من حدودنا. قلت إن هذا لن يحدث. ولم نُرِد أيضاً دخولهم إلى وسط سوريا عند قاعدة تي-4 وقد قصفنا ذلك المطار بالفعل».

مع ذلك، قال نتنياهو إن إسرائيل «تحافظ على الحوار بما يتجاوز العناوين الرئيسية، مؤكدةً لهم أن هناك مصلحة مشتركة في تجنب المواجهة».

وزاد: «لا ننوي التخلي عن تفوقنا العسكري». وأضاف: «لا نسعى إلى أعداء، لكننا لن نسمح لأي دولة في المنطقة بتهديدنا».

وعندما سُئل عن إمكانية حصول تركيا على مقاتلات إف ـ 35 من الولايات المتحدة بعد السعودية، قال نتنياهو: «هذا الاحتمال بعيد للغاية».

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!