جلال سلمي - خاص ترك برس

"أريد أن أقول وبوضوح إنهم لن يتمكنوا إطلاقًا من منع تركيا في الاستمرار في مسيرتها لتحقيق مرتبة سياسية مرموقة ونمو اقتصادي زاهي ومستوى اجتماعي مقبول، مهما حاولوا، فإرادتنا عصية عن الانكسار، وأبية عن التقهقر أمام الأمواج الغادرة". هذا ما جاء على لسان رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" خلال خطابه الذي ألقاه البارحة أمام النواب والشباب في البرلمان.

وقد سبقت تصريحات داود أوغلو هذه تصريحات مقتضبة للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في لقائه مع ثلة من الطلاب الأجانب، حيث أكّد أردوغان على أن "الهجمات الإرهابية التي تنفذها المنظمات الإرهابية في تركيا، تأتي في إطار سعي بعض الجهات الأجنبية لكبح نمو تركيا وتقدمها، ولكن من يظن أن هذه العمليات ستكسر إرادة تركيا في تحقيق هدفها الاستراتيجي خاسر وسينكص على عقبيه آجلًا أم عاجلًا".

ولم تكن القيادة التركية وحدها هي المؤكدة على الثبات أمام الأمواج الغائرة على تركيا، فقد أكدت كوكبة من المحللين والأكاديميين المرموقين أيضًا أن هناك جهودًا تبذلها العديد من الجهات لإيقاف عجلة التطور التركية منذ عام 2002 وحتى الآن، ولكن تركيا ستستمر في مقاومة هذه الجهود حتى تصل المكانة التي ترنو إليها.

وبدوره انتقد الأكاديمي الدكتور "أوغوز دوزجون" المحاولات المتنوعة التي تقوم بها بعض الجهات الدولية، لإعاقة تقدم تركيا، مشيرًا إلى أن هذه الجهات المتمثلة ببعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم، تدعو دول الشرق الأوسط ليل نهار لبذل جهود قوية لتحقيق النمو والتنمية، ولكن ما إن تُظهر هذه الدول نتائج ملموسة في هذه المجالات، فإنها تبدأ على الفور بمحاربتها ولجم تحركها.

وأوضح دوزجون أن هذه الدول التي تدعو إلى وضع خطط تنموية، أسست منظمتي صندوق النقد والبنك الدوليين إبان الحرب العالمية الثانية، لتطوير الدول المُستعمرة، ولكن عند النظر إلى ظاهر هذه المنظمات وأهدافها للوهلة الأولى يظن الإنسان أن هذه المنظمات تبذل جهودا حثيثة لتطوير وتنمية العالم، ولكن عند النظر إلى تفاصيل الخطط التي طرحتها وما زالت تطرحها هذه المنظمات، نُلاحظ أنها لا تهدف إلا لإبقاء الدول المستعمرة في إطار الاستعمار ولكن بطرق اقتصادية ناعمة، مشيرًا إلى أن من المستحيل أن تتمكن دولة في العالم من تحقيق تقدم من خلال دعم هذه المنظمات.

وفي ضوء حديث دوزجون عن سياسة أقطاب النظام العالمي الكُبرى في محاربة تقدم الدول الأخرى، يعدد في مقاله بموقع تايم ترك "تركيا ومحاولات إيقاف تقدمها"، بعض الوسائل التي تستخدمها الدول الغربية لمحاربة تقدم الدول الأخرى، بما فيهم تركيا:

ـ المؤسسات الاقتصادية الدولية؛ فقد وجه العديد من الاقتصاديين العالميين انتقداهم اللاذع لسياسة هذه المنظمات، مؤكدين على أن هذه المؤسسات تكبل دول العالم الثاني والثالث بالديون والسياسات الاقتصادية غير الشاملة، وقد بدا ذلك واضحًا في سياسة هذه المنظمات مع تركيا في ثمانينات وتسعينات العام الماضي حيث أغرقت تركيا بالديون ووجهتها بخطط اقتصادية ركيكة جعلت تركيا تعاني من قساوة الأزمات الاقتصادية حتى عام 2002، وإلى اليوم تحاول هذه المؤسسات الاضرار بتركيا، من خلال الضغط عليها بخطط غير ملائمة لوضعها الاقتصادي.

ـ الهجمات الإرهابية؛ باتت جميع الدول تحارب بعضها البعض من خلال المنظمات الإرهابية، واليوم هناك دعم استخباراتي ولوجستي واضح من قبل بعض الدول الغربية للمنظمات الإرهابية المعادية للمصالح التركية، والهدف الأساسي من ذلك هو إبعاد الاستثمارات والسياحة عن تركيا.

ـ التضييق الإعلامي؛ في الآونة الأخيرة تعرضت تركيا لحملة إعلامية شرسة تزعم أن تركيا توفر الدعم اللوجستي لمقاتلي داعش دون أي مستند أو دليل، وذلك على الرغم من أن تركيا من أكثر الدول التي أثبتت جديتها في محاربة داعش في المنطقة.

عن الكاتب

جلال سلمي

صحفي وباحث سياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس