محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

قال الرئيس رجب طيب أردوغان في مطار العاصمة أنقرة قبيل زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الهيئة العامة لمجلس الأمن "لقد التقيت مع السيد أوباما في قمة دول حلف شمال الأطلسي الذي انعقد قبل عدة أيام وجلسنا معه حوالي ساعة ونصف. تباحثنا خلال لقائنا العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. الآن تلقيت طلبا من مساعد الرئيس الأمريكي بايدن الذي يهتم بالملف العراقي، وربما سيكون لقاءنا معه تفصيليا".

من المعلوم أن موضوع انضمام تركيا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب تنظيم داعش وكيفية الدعم الذي ستقدمه تركيا لهذا التحالف في حال انضمامها، محل جدل بين الدولتين.

كما أن من المعلوم للعيان أن تركيا ستطلب من الولايات المتحدة إنشاء منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا مقابل انضمامها لهذا التحالف.

إشكالية بنسلفانيا

يجب أن نذكر العالم أجمع بأن الدول التي بنت سياساتها في الشرق الأوسط على أساس الاستفادة من ثرواتها النفطية، والتي أهملت بسببها المجازر التي حدثت في غزة والمظالم التي ارتكبت في سوريا  والانقلاب العسكري ضد الديمقراطية في مصر وغياب العدالة في الإدارة العراقية، أدت إلى ظهور تنظيمات متطرفة مثل تنظيم داعش.

إننا نعلم أيضا أن هناك نقطة خلاف أخرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا تتمثل في ذاك الشخص القابع في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية. والكل يعلم أن الرئيس أردوغان تحدث مع أوباما بهذا الشان عندما التقى الإثنان في قمة حلف شمال الأطلسي.

لقد رأينا مؤخرا ما روجته الصحف الأمريكية من شكوك حول مصداقية تركيا ومدى الاعتماد عليها كحليفة للولايات المتحدة الأمريكية.

أود أن أذكر أصحاب هذه الأقلام التي تنشر مثل هذا أن المصداقية والثقة يجب أن تكون متبادلة بين الطرفين. فلا يمكن أن يطلب من طرف أن يكون صادقا دون أن يبدي ذاك الطرف نفس المصداقية. فإن التنظيم الذي يهدد أمن واستقرار ونظام الديمقراطية والنظام الحقوقي في تركيا هو ذاك التنظيم الذي يشرف عليه هذا الشخص القابع في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية. مع العلم أن الرئيس أردوغان صرح للرئيس أوباما بهذه الوقائع وأعلمه بأن الولايات المتحدة تحتضن في أراضيها هؤلاء الذين يهددون أمن واستقرار تركيا.

تعاون بين أجهزة الاستخبارات التركية والأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية وكأنها لا تريد أن تعي بأن الكيان الموازي يشكل خطرا على الدولة التركية مثل تنظيم داعش بل وأكثر. لقد رأينا عام 1999 مدى الإنجازات التي يمكن أن تحققها أجهزة الاستخبارات التركية والأمريكية في حال تعاونهما. حيث أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ألقت القبض أنذاك على عبد الله أوجلان في كينيا وقامت بتسليمه إلى السلطات التركية.

ألا ترى الاستخبارات الأمريكية الجديدة ما يحاك ضد أجهزة الاستخبارات التركية من الداخل، أم هل بدأت الولايات المتحدة تستخدم عناصر الكيان الموازي بدل العسكريين الذين كانوا يستخدمونهم لتحقيق أهدافهم في تركيا.

أعتقد أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيذكر كل هذه التفاصيل حين يلتقي مع بايدن.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس