ترك برس

قال الكاتب الإسرائيلي بوعز بسموت، إن "الأكراد وإسرائيل قوتان تؤيدان الغرب، وهما الأكثر جدية في الشرق الأوسط. وإن الطريقة التي يواجهون فيها داعش في سوريا والعراق، تلزم المجتمع الدولي بتعويضهم"، منتقدًا مفاوضات إعادة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

وفي معرض تعليقه على اعتزام إسرائيل "المصالحة" مع تركيا، قال بسموت إنه "إذا أردنا المصالحة مع تركيا، فيجب علينا الأخذ في الاعتبار مشكلة الأكراد، لأنهم أكثر قربا لإسرائيل، وأكثر جدية"، لافتًا إلى أن الأكراد لطالما وقفوا إلى جانب إسرائيل تاريخيا، بالإضافة إلى أن إسرائيل نفسها وقفت كذلك إلى جانبهم، في مراحل تاريخية، وفقًا لما نقلته صحيفة "عربي 21".

واتهم بسموت تركيا قائلا: "في الوقت الذي اعتبر فيه العالم أن داعش هو تهديد، اعتبرته تركيا فرصة لمنع إقامة دولة كردية مستقلة"، مضيفا أن "تركيا تدافع الآن عن نفسها في مواجهة داعش، وفي مواجهة التنظيم السري لحزب العمال. ولتركيا أولوياتها"،

ووصف الكاتب مطالب الأكراد باستقلال كردستان بأنها "مسألة مشروعة"، متسائلا: "لماذا توضع فضيتهم جانبا؟"، مشيرا إلى أن "برلمانات كثيرة في العالم منها البرلمان الفرنسي، سارعت للاعتراف بفلسطين، لكنها نسيت كردستان، ولا نعرف السبب"، لكنه أشار إلى أن إحدى المشكلات الأساسية أمام اعتراف إسرائيل بكردستان كانت التعاون بين إسرائيل وتركيا، إلا أن تصدع العلاقة بين إسرائيل وتركيا يمكنها أن تدفع الإسرائيليين إلى استكمال خطوة بدأت في الخمسينيات في العراق".

ولفت بسموت إلى أن تركيا لطالما التزمت بسياسة "صفر مشكلات"، لتعزيز مكانتها الدولية، ولكنها اليوم بعدما وجدت نفسها في مركز المواجهة مع الإرهاب العالمي، أصبحت "صفر جيران"، مضيفا أنها بهذا القدر، "تجد تركيا نفسها مع صفر إنجازات"، وقال: "يبدو أن الأتراك يريدون تقليص الفجوة، رغم أن الموضوعين المختلف فيهما لم يتم حلهما بعد، وهما نشاط حماس في إسطنبول وحصار غزة... إلا إذا كان هناك من يريد في أنقرة استخدام إسرائيل رافعة من أجل الضغط على روسيا، فهذا سيكون خطأ كبيرا"، وفق قوله.

وأضاف أنه "يصعب على أنقرة أن تكون وحدها في الحي دون أصدقاء: "فالإيرانيون لن يكونوا أبدا شركاء حقيقيين. والعدو اللدود، بشار الأسد، الذي كان مع رجل ونصف في القبر، حظي بالحياة والحكم هدية من بوتين، الذي تحول منذ قضية الطائرة إلى العدو الأكبر لأنقرة، بالإضافة إلى أوروبا أيضا، ورغم الاتفاقات، فهي ليست شريكة حقيقية".

يشار إلى أن الخارجية التركية أعلنت أن تركيا وإسرائيل أحرزتا تقدما في المفاوضات الجارية بينهما لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد انقطاعها على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" التي توجهت لكسر الحصار عن قطاع غزة عام 2010، وقالت في بيان لها إن اللقاء أحرز تقدما في ما يتعلق بالصيغة النهاية للاتفاق الرامي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، واتفق الجانبان على وضع الشكل النهائي للاتفاق خلال الاجتماع المقبل.

وعقدت المفاوضات بحسب الخارجية التركية في العاصمة البريطانية لندن، وكانت تركيا اشترطت لإعادة العلاقات مع إسرائيل تقديم اعتذار رسمي عن مهاجمة السفينة، وتقديم تعويضات لضحايا الحادثة كافة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!