محمد حسن القدّو  - خاص ترك برس

ناشد الصحفي السعودي الكبير جابر العلي على حسابه الخاص على الفيس بوك بكلمات لها معاني رائعة بعدما يئس من الموقف الدولي حول مجازر حلب، ناشد خادم الحرمين الشريفين بأن رحلة الشتاء كانت إلى اليمن والآن جاء دور رحلة الصيف إلى الشام ففي الرحلة (تردع الظالم وتغيث المظلوم، الشام بلغ به الظلم مبلغة فهل لهم من ناصر بعد الله يوم قل الناصر وتقطعت بهم الأسباب؟).

ما زالت احداث حلب الدموية والمجازر التي ارتكبت فيها موضع اهتمام الرأي العام العربي والإسلامي دون غيره، منذ أن استبيحت هذه المدينة منذ أكثر من عشرة أيام وقتلت الوليد قبل الرضيع والصبي قبل اليافع والعجوزقبل الشاب وهدمت البيوت والمدارس والمستشفيات بقنابل وصواريخ الحقد.

ورغم أن كل هذه الاهتمامات من الرأي العام العربي والإسلامي هي قليلة بالنسبة إلى المصاب الجلل إلا أنها تعطي بارقة أمل لانتشال الهوان الذي أصاب مجتمعاتنا من جراء الاستهانة بحرمة الدم فيها.

في سوريا سابقا استباحت طائرات حافظ الأسد ودباباته مدنا بأكملها وحولت مدينة حماة إلى أكبر مدرج للطائرات في العالم بعد مسح أجزاء من المدينة من على سطح الأرض وتسويتها.

إذن إن إجرام هذا النظام متأصل وهو جزء من شخصيته ولايهمه إلا كرسيه ولا يبالي بعدد الأصفار أمام الرقم من القتلى بل الأكثر من ذلك يستعين بأمثاله من القتلة على شعبه.

إننا والله نخجل عندما نذكر أحداث باريس وأحداث بلجيكا والباحث الإيطالي (كما يدعون) الذي قتلوه كأنه مصري ونخجل ونخجل. ليست دعوة إلى استباحة دم ابن آدم معاذ الله ولكن لماذا نحن رخصاء إلى هذا الحد، دون غيرنا.

وهذا الذي أدعو إليه وهو تزكية الدم العربي والمسلم ولا أطيل عليكم خطابي ولكني استشهد بمحادثة بين طالب وأستاذ لغة عربية وهو يعوض عن كثير من مقالاتنا حول أمتنا وقد أعجبتني جدا أنقلها إليكم بالنص.

أستاذ لغة عربية، قال للتلميذ: قف يا ولدي وأعرب: (عشق المغترب تراب الوطن)

وقف الطالب وقال:

عشق: فعل صادق، مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية.

المغترب: فاعل، عاجز عن أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل، وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها.

تراب: مفعول به مغصوب، وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا والقتلى.

الوطن: مضافة إلى تراب، مجرورة بما ذكرت من إعراب تراب سابقا.

تفاجأ الطلاب، وابتسم المعلم، لإدراكه ما يريد أن يوصله الطالب للتلاميذ... فأراد أن يسمع من الطالب الكثير... فقال: يا ولدي، مالك غيرت فنون النحو، وقانون اللغة؟ إليك محاولة أخرى... أعرب: (صحت الأمة من غفلتها)

قال الطالب:

صحت: فعل ماضي ولّى، على أمل أن يعود.

والتاء: تاء التأنيث، في أمة لا تكاد ترى فيها الرجال.

الأمة: فاعل، هدَّه طول السبات، حتى أن الناظر إليه، يشك بأنه لا يزال على قيد الحياة.

من: حرف جر، لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحو.

غفلتها: اسم، عجز حرف جر الأمة، عن أن يجر غيره.

والهاء: ضمير ميت، متصل بالأمة التي هانت عليها الغفلة، مبني على المذلة التي ليس لها من دون الله كاشفة.

فدمعت عين المعلم وقال متأثرا: "ما لك يا ولدي نسيت اللغة وحرّفت معاني التبيان؟"

قال الطالب: "لا يا أستاذي... لم أنس، لكنها أمتي... نسيت عز الإيمان، وصمتت باسم السلام، وعاهدت بالاستسلام، دفنت رأسها في قبر الغرب... معذرة أستاذي، فسؤالك حرّك أشجاني، ألهب منّي وجداني... معذرة أستاذي، فسؤالك نارٌ تبعث أحزاني، تهدّ كياني وتحطّم صمتي، مع رغبتي في حفظ لساني. عفوًا أستاذي، نطق فؤادي قبل لساني... امرأة في سوريا تُعذب!!! وأخرى في مصر تقهر!!! وثالثة بـالصومال تئنّ جوعًا!!! ورابعة في سجون العراق تذلّ!!! وخامسة في فلسطين تموت كل يوم على أولادها وأرضها!!! ولم يقلق الغرب إلا على امرأة لا تقود السيارة بـأرض الحرمين!

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس