ترك برس

أصبحت مدينة كوباني أو(عين العرب) التي يستهدفها تنظيم داعش محط اهتمام العالم.

كانت المدينة محطة على طريق السكة الحديدية الذي افتتح عام 1912 بين مدينتي قونية جنوب تركيا وبغداد. وكانت قبل ذلك جزءاً من بلدة "سوروج" التركية التي يسميها الأكراد "بيرسوس" حيث كانوا يسمون كوباني "أسفل بيرسوس" ولم يكن يقطنها عدد كبير من السكان.

وهناك خلافات حول أصل اسم "سوروج" وأكثر ما يتفق عليه الجميع أنه اسم والد "ناهور" وهو جد إبراهيم عليه السلام.

ويسميها الأكراد "أسفل بيرسوس" ويسميها العرب "عين العرب" أو "نبع العرب"، ويرد في المصادر الأجنبية قبل 100 عام اسم المنطقة "عرب بنار" (بالتركية "بنار" تعني "نبع") .

ويأتي اسم كوباني من اسم شركة السكك الحديدية الألمانية التي أنشأت الخط الحديدي هناك وتحول الاسم مع الزمن من كامباني Kompanie إلى كوباني.

وشهدت المدينة التي كانت محطة على طريق الخط الحديدي موت المهجرين من الأرمن عام 1915.

يقول القنصل الالماني في حلب "ولتر روسلر" بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 1916 في رسالة أرسلها إلى مستشار الامبراطورية بيتمان هولويغ:

"إن الطريق بين منطقتي "عين العرب" و"هراب ناس" ممتلئ برائحة الجثث المتعفنة حتى إن المضطر إلى اجتياز الطريق على الحصان عليه ربط أنفه."

وبرسم الحدود بين سوريا وتركيا انقسمت المنطقة إلى قسمين: قسم داخل الحدود السورية اسمه "عين العرب" والقسم الآخر في تركيا "مرشد بنار" أي "عين مرشد" نظراً لاحتوائه على أبنية إدارية.

وأما الجزء الذي ظل في القسم السوري أصبح في نهاية 1915 ملجأً آمناً يأوي إليه الأرمن ويعيشون فيه لفترة طويلة. لذلك افتتحت في المنطقة مدرستان أرمنيتان إحداها "ابتدائية كريميان" من عام 1927 إلى عام 1962، والأخرى "مدرسة أغبو أفيديس صارافيان" منذ 1950 إلى 1975.

تعود أهمية المنطقة بالنسبة للأكراد إلى سببين:

كونها المكان الأول الذي توجه إليه عبد الله أوجلان 1979 من مدينة شانلي أورفة إلى سوروج ومنها إلى منطقة الشرق الأوسط (عين العرب).

والسبب الآخر أنها واحدة من ثلاث مناطق انسحب منها نظام الأسد في 19 تموز/ يوليو 2012 ليسلمها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي ويعلنها منطقة "حكم ذاتي" شمال سوريا.

ويعود سبب التقارب بين منطقة سوروج التابعة لمدينة شانلي أورفة التركية وكوباني أن قاطني كوباني أغلبهم من سكان تركيا. هاجروا إلى المنطقة بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925 لأسباب سياسية وأغلبهم من العشائر الكردية.

هناك سبب استراتيجي لرغبة تنظيم داعش بالاستيلاء على المنطقة. وهو أن التنظيم قد سيطرعلى مثلث تل أبيض وجرابلس والرقة وكوباني تقع في وسط هذا المثلث، وفي حال استولى عليها التنظيم ستصبح المنطقة بكاملها واقعة تحت سيطرته. ومن ثم سيأتي الدور على منطقتي عفرين والجزيرة اللتين ستصابان بالضعف. ويقال إن التنظيم سيغير اسمها في حال سيطر عليها إلى عين الاسلام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!