ترك برس

أفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن "سقوط مدينة حلب السورية له تأثيرات أكثر من مجرد خسارة مدينة، فسقوط هذه المدينة يعني انتهاء آخر أمل للسوريين في السلام والحرية والشرف، وسيُعتبر سقوطها انتصاراً جباناً للأسد، والأسوأ من ذلك فإنّ سيُعدّ سقوطها رسالة مرّة مفادها أنكم تُركتم لوحدكم".

جاء ذلك في مقال له بعنوان "حلب تحترق"، نشرتها صحيفة "ديلي صباح" التركية، قال فيه إنه "إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة صادقة فعلا بخصوص إيقاف تلك الفظائع، فإن عليها الحيلولة دون قيام نظام الأسد بتقويض آخر أمل في إحلال السلام والأمن والازدهار في سوريا، وإنّ محادثات جنيف لا معنى لها في ظل استمرار البراميل المتفجرة والغارات الجوية المتكررة بتدمير وتحطيم كل شيء في حلب".

وأوضح قالن أن النظام السوري بتكثيفه الهجمات على حلب، واستهدافه المدارس والمخابز والمستشفيات، لمعاقبة المدنيين الذين يعيشون في مناطق المعارضة، ينفذ تكتيكا روسيا نموذجيا، يقوم على قصف العائلات والمنازل والمدن، لكي يتخلى الطرف الآخر عن القتال، دون إطلاق رصاصة واحدة، حسبما أوردت وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وأعرب قالن عن رأيه في أن المعارضة السورية تقف ضد هذا القتل العشوائي للمدنيين، إلا أنه لم يتبق مكان آمن في حلب وجوارها، ولم يعد هناك أمل في الأفق.، وتحولت حلب إلى مدينة أشباح، مبينًا أن التدمير شبه الكامل الذي تتعرض له سوريا، علامة مأساوية، على فشل المجتمع الدولي في إنقاذ سوريا وشعبها.

ولفت قالن إلى أنّ العديد من الأشخاص أكّدوا منذ بدء الحرب في سوريا، على أنّ التدخل العسكري لن يكون حلا للأزمة، إلّا أنّ روسيا، والنظام السوري، والمجموعات الشيعية الداعمة له، أصرّوا على أنّ الحل يكمن في التدخل العسكري.

وتابع قالن قائلاً: "من أجل تغيير مسار الأحداث، استخدموا الأسلحة الكيميائية والعنقودية وكافة أنواع القوة العسكرية بما في ذلك الغارات الجوية، وتمّ التلاعب بالمبادرات الدبلوماسية التي حصلت برعاية روسيا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة، من أجل إطالة عمر النظام، وضمان الحسابات السياسية لداعميه".

وأوضح أنّه بالتوازي مع هذه التطورات، استمر تنظيم داعش في الحفاظ على الأراضي التي تقع تحت سيطرته، مشيراً أنّ تكتيكات المماطلة في محادثات جنيف تساعد التنظيم على توسيع نطاق نفوذه وضم المزيد من العناصر إلى صفوفه، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ غارات التحالف الدولي حدّت من حركة التنظيم في مناطق معينة في سوريا والعراق، إلّا أنّ التنظيم ما زال محافظاً على القوة التي تخوله القيام بعمليات إرهابية.

واستشهد قالن على ذلك بمقتل 21 شخصاً في ولاية كليس جنوب تركيا، نتيجة استهداف داعش لها بقذائفه، لافتاً في هذا السياق إلى استهداف القوات التركية لمواقع التنظيم في الجانب السوري، وقتل العشرات من الإرهابيين، بدعم جوي من قوات التحالف، واستعداد تركيا للقيام لفعل كل ما يجب من أجل وقف سقوط قذائف التنظيم على كليس.

وأضاف قالن قائلاً: "لكن هناك حقيقة لا يمكن التغافل عنها وهي أنه في حال استمر نظام بشار الأسد في السلطة، وواصل حربه المرهقة تحت غطاء محادثات السلام، فإنّ تنظيم داعش سيحافظ على وجوده كقوة فاعلة في الأرض، فوحشا الحرب السورية المتمثلان بالنظام وداعش، يعملان على تغذية بعضهما من أجل القضاء على سوريا وشعبها، فما يقوم به النظام في هذه الآونة في مدينة حلب وبمعالمها الأثرية، لا يقل شأناً وبربريةً عمّا قام به تنظيم داعش الإرهابي العام الماضي في مدينة تدمر الأثرية، وإنّ قتل الأطفال والأطباء والعاملين في مجال المساعدات، من دون تفريق أو تمييز، يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانية"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!