ترك برس

قال الباحث والمحلل التركي، محمد زاهد جول، إن حزب العدالة والتنمية ليس حزب شخص ولا حزب رئيس، وإنما هو حزب شعب، وحزب امة، وحزب مشروع، وحزب مستقبل تركيا، أكثر منه حاضراً أو ماضياً، ولذلك فإن حزب العدالة والتنمية هو الذي سيحفظ وجه تركيا المشرق في المستقبل.

وأشار جول، في حوار مع "مفكرة الإسلام"، إلى أن الحزب فخور أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مؤسسيه وقائده الأول، ولكن غياب أردوغان لن يعني غياب حزب العدالة والتنمية، لأن تركيا باقية، وقد نجح أردوغان مع رفقائه المؤسسين جعل حزب العدالة والتنمية حزب الشعب التركي ومستقبله.

وأوضح جول أن حزب العدالة والتنمية هو حزب تركيا المعاصرة، وقد نجح في كسب ثقة الشعب التركي حتى الآن، والانتخابات واستطلاعات الرأي الخيرة دليلاً على ذلك، وما ينقصه هو أن تكون له قنوات اتصال مباشرة مع الشعب التركي بكافة طوائفه وقومياته وإثنياته لكسب الثقة من الجميع، فالمصالحة الداخلية ينبغي أن تكون مقنعة لكل القوميات التركية، بما فيهم أبناء القومية الكردية.

وأضاف أن "هذا يتطلب تواصل مباشر من الحزب مع هذا القطاع، وعدم الاكتفاء بالخطاب العام، كما أن أي مشروع يسعى له حزب العدالة والتنمية ينبغي أن ينضجه اجتماعيا داخل الشارع التركي قبل عرضه على الرأي العام للتصويت عليه، فلا ينبغي أن يفاجئ الشعب بأي مشروع أو خطة لحزب العدالة والتنمية، بل ينبغي أن تصبح قناعة شعبية أولاً، وهذا يحتاج من كوادر الحزب وفروعه عمل الكثير في سبيل ذلك".

وفي ردّه على سؤال "هل فقد حزب العدالة والتنمية دعم الأكراد له وأصواتهم في الانتخابات؟"، قال جول: "في آخر استطلاع أجراه مركز دراسات تركي محايد تبين له أن 80% من أبناء الجنوب الشرقي التركي، الذي يمكن اعتبار أغلبيتهم من الأكراد، تبين أنهم لا يؤيدون الأعمال الإرهابية لحزب العمال الكردستاني، ولا يؤيدون نهجه المتطرف في العنف، ولا دفع الناس كرها لمواجهة الحكومة التركية، وهم على ثقة بأن الخطوات الإرهابية التي يسلكها حزب العمال الكردستاني منذ 7حزيران 2015، وإعلانه عن إنهاء مباحثات عملية السلام الداخلي مع الحكومة التركية، ليست قرارات حرة من حزب الشعوب الديمقراطي ولا نوابه ولا قيادته المتطرفة في جبال قنديل، بل هي خاضعة لمشاريع إقليمية ودولية، وهم على قناعة بان رئيس روسيا بوتين يستغل قيادة حزب العمال الكردستاني في قنديل بزعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي في تركيا، لمجرد رغبة بوتين أن ينتقم من تركيا على إسقاط الطائرة الروسية التي اعتدت على الأراضي التركية بتاريخ 24/11/2015".

وشدّد الكاتب التركي على أن "الشعب التركي يدرك أن قيادات الأحزاب الكردية الإرهابية غير حرة، وأنها مجرد أدوات وبيادق ومرتزقة بأيدي من ينتقم من تركيا أو يسعى لإضعافها، وأنه سيتركها لمجرد انتهاء حاجته إليها. أما القوميين المستقلين فهم أقرب إلى حزب العدالة والتنمية والحكومة التركية الآن، فهم يشعرون بالخطر من استخدام روسيا والغرب المسألة الكردية كقنابل وألغام داخل المجتمع التركي، ولذلك فهم يؤيدون الحكومة في مساعيها في محاربة الإرهاب الذي تتورط به بعض الأحزاب التي تدعي تمثيل الكراد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!