بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

كشفت أوروبا عن وجهها المنافق ورأته واضحا كالشمس عندما أبصرت في المرآة، وقدمت دروسا قيمة لكل العالم في حقيقة دفاعها عن حقوق الإنسان، فكيف تقبل أوروبا التي أعلنت الحرب على الإرهاب أن تحضن عواصمها مكاتب رسمية لحزب العمال الكردستاني؟ ففي الحرب الداخلية السورية سقطت كل أقنعة أمريكا وهي تدعم بكل ما أوتيت عصابات الإرهابيين في إطار استراتيجيتها للمعركة!

لم يقتصر النفاق على أمريكا وأوروبا وحدها في المشهد السوري، بل ضم أصناف وأشكال أخرى من الناس والأفكار والايدولوجيات، ولنرى مثالا حيا على هذا النفاق نبصر حال الصراع في الشمال السوري، فهناك وفي نواحي عين العرب كوباني يتواجد الأمريكان من عسكريين وضباط مخابرات سي آي إي ومستشارين ومدربين... كلهم يتواجدون من أجل قيادة الحرب باستخدام حزب العمال الكردستاني السوري، وهناك في تلك المخيمات يشارك مع عناصر حزب العمال الكردستاني أفراد لجماعات إرهابية أخرى من أمثال حزب التحرر الثوري الشيوعي وغيره في تدريبات ضباط الجيش الأمريكي، فاليساريين الذين ما فتئوا يعلنون عداوتهم للإمبريالية يتدربون تحت يد ضباط إمبرياليين ويقولن لهم يا قائد! في المقابل نرى ضباط وقيادات أمريكية يزورن بيوت أولئك اليساريين ويجلسون معهم وقد غطت جدران البيت بصور لمجرمين من أمثال ستلين ولينين!

النفاق هو العنوان الأبرز الذي يجمع كل تلك الوجوه، ففي جزء آخر للصورة نرى كيف يقاتل حزب الاتحاد الديمقراطي جنبا إلى جنب مع بعض فصائل المعارضة بعد التنسيق الأمريكي، بينما في مكان آخر من الحدث تقوم عصابات حزب الاتحاد الديمقراطي بأسر 500 شخص من مدينة مارع، حيث قاموا برهنهم مقابل تسليم المعارضة لمدينة الشيخ عيسى! مع هذا التهديد اضطرت المعارضة على الانحناء وتقديم مطالب المجرمين. إلى أي مدى وصل إجرام هؤلاء الإرهابيين وهم يتحركون تحت سيطرة القيادة الأمريكية؟ أليست أمريكا هي من تدربهم وتدعمهم وتديريهم حسب استراتيجيتها؟ ما دمتم تعلنونها من دون خجل وتقولون "حزب الاتحاد الديمقراطي هو خيارنا" فأنتم تتحملون مسؤولية تصرفاته، لكن الأغرب في الحدث هو أن يخرج متحدثي البيت الأبيض ويصرحوا بدعم التنظيم الإرهابي بدون أي خجل أو وجل في مشهد يصادم كل ما يتشدقون به من حقوق للإنسان ومحاربة للإرهاب! لن تمر جرائم أمريكا هذه من بين صفحات التاريخ دون أي تدوين، بل ستُكتب وسيعرف العالم من هي أمريكا التي تستحل حقوق الإنسان وتجعل من ضباطها وقادتها قادة وضباط للإرهابيين.

إن الحرية ومقاتليها التي تدافع عنها أمريكا هم نفسهم من يأخذ المدنيين العزل كرهائن، وهم أيضا من يدفع بالأطفال إلى ساحات الوغى في مشهد لا يقل عن حقيقة قتلهم حسب ما جاء في تقارير أمريكية وأممية. وقبل أن يتم إرسال أولئك الأطفال إلى حتفهم يتم تدريبهم تحت أيدي مدربين أمريكيين في مخيمات كوباني، ثم يأتون إلينا من هناك ليقتلوا جنودنا وأطفالنا بعملياتهم الانتحارية. في السابق كان كبيرهم متحدث الخارجية الأمريكي يكذب بلا خجل ويردد كالببغاء بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس كحزب العمال الكردستاني، حتى أتى من هو أعلى منه في مرتبة الكذب وزير الدفاع الأمريكي وأكد الحقيقة المطلقة "حزب الاتحاد الديمقراطي هو نفسه حزب العمال الكردستاني".

كتاباتي هذه يجب أن تُترجم وتُرسل بشكل عاجل إلى البيت الأبيض ليقرءها أعضاء برلمانهم لعلهم حينها يدركون حقيقة موقف تركيا ولماذا نحن غاضبون؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس