محمود القاعود - خاص ترك برس

استطاعت النخب المتغربة والمتأمركة أن تُلوث عقول الأجيال الجديدة التي شبت علي انهيار القيم والأخلاقيات بعمومها، وهو ما سمح لهذه الأجيال أن تتلقف "الروث" العلماني بغبطة وسرور دون مناقشة، بل تبني ما تطرحه العلمانية الشوفينية من افتراءات وأكاذيب، تعمل لحساب المشروع الصليبي الكولونيالي الرهيب.

وبالنظر لما تروجه العلمانية المتهورة الرعناء من أكاذيب وترهات ضد الدولة العثمانية، نخلص إلي نتيجة مفادها أن الطرح العلماني يُخاصم الإسلام وليس الدولة العثمانية، ذلك أن الدولة العثمانية قامت في الأساس لنشر الإسلام وقيمه وتعاليمه، حتى دانت الأرض لتلك الدولة العظيمة.

ثمة عدة نقاط يطرحها العلمانيون في مصر بخصوص الدولة العثمانية:

- هل كانت مصر دولة كافرة ليفتحها العثمانيون؟!

- هل يجوز رفع السيف في وجه المسلمين؟!

- كانت هناك مظالم من قِبل الولاة وفرض ضرائب باهظة علي الشعوب.

- أسرة محمد علي وأولاده أذلوا الشعب المصري وأجبروهم علي حفر قناة السويس بالسخرة.

لعل هذه أشهر حجج العلمانية الشوفينية لتشويه الدولة العثمانية، وهي حجج متهافتة.

أولا: تدخلت الدولة العثمانية في مصر بناء علي طلب العلماء والمشايخ الذين استنجدوا من ظلم وفساد المماليك، ولتحالف المماليك مع الصفويين ضد العثمانيين.

ثانيا: لا يجوز رفع السيف في وجه المسلمين، ولكن إن كانت مجموعة إجرامية تمارس العسف والبغي والظلم وجب إيقافها، يقول الله تعالى: "فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ".

ثالثا: لا ننزه الدولة العثمانية عن الأخطاء، فهم بشر وليسوا ملائكة مُنزلين.

رابعا: من الاستخفاف بالعقول أن نحاكم الدولة العثمانية بناء علي تصرفات أسرة محمد علي، التي كانت تخرج علي السلطان العثماني نفسه وتستقل في القرار مستغلة حالة الضعف التي بدأت تدب في أركان الدولة العثمانية.

المدهش أن الموقف العلماني الاجرامي يُرحب  بالحملة الصليبية لنابليون بونابرت ضد مصر عام 1798م، وهي الحملة التي قتلت ثلث الشعب المصري وانتهكت مقدساته، حتى بقي أن تصدر كتابات العلمانية لتؤصل لـ"الفتح الفرنسي" وتشيد بمآثره!

تماهي العلمانية مع الغرب الصليبي، جعل أفرادها يصفون الحملة الصليبية الفرنسية بـ"حملة الاستنارة"! مدللين علي ذلك بأن الحملة الفرنسية اصطحبت معها بعض العلماء الذين نشروا المعارف الحديثة! هذا في الوقت الذي يمارسون فيه حملة مسعورة شعواء ضد الدولة العثمانية التي وحدت العالم الإسلامي تحت رايتها وفتحت البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

وصدق الشاعر مسكين الدارمي الذي قال في أمثال هؤلاء الأفاكين:

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ يُسْتَطَبُّ بِه *** إلا الحماقَةُ أعيَتْ مَن يُداويها

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس