ترك برس

يعمل المهندس التركي هارون شاهين في صناعة قوارب السلاطين، التي يهدف من خلالها إلى إحياء التراث العثماني ونشره على نطاق واسع، والمساهمة في الاقتصاد التركي، حسبما صرح لوكالة الأناضول.

تحظى صناعة قوارب السلاطين باهتمام كبير من المستثمرين المحليين والأجانب في قطاع السياحة حسب وكالة الأناضول، كونها تُجسّد تاريخ قوارب سلاطين الدولة العثمانية التي استُخدِمت سابقًا كوسيلة مواصلات بحرية بمدينة إسطنبول.

يقول شاهين، خريج كلية العمارة الداخلية والتصميم من جامعة كوجا إيلي: "القوارب التي نصنعها، تشهد إقبالًا خاصًا من المستثمرين الأجانب العاملين في قطاع السياحة، وتصميمها يتم وفقًا للمظهر التقليدي الرائع، الذي تتمتع به قوارب السلاطين التاريخية"، لافتًا أن هذه بعض القوراب "تعمل بمحركات كهربائية، وأخرى بالديزل".

ويوضح المهندس التركي في حديثه للأناضول أنه أنتج نحو 20 قاربًا خلال العامين السابقين، وأن قاربين اثنين منهم يجري استخدامهما حاليًا في مضيق "البوسفور" بمدينة إسطنبول، لافتًا إلى أن إنتاج القارب الواحد "يستغرق ما بين 4 و6 أشهر، ويختلف ذلك بحسب الأحجام".

وتابع شاهين: "قمنا بتحديث وتعديل نماذج القوارب التاريخية، بحيث تحافظ على هيكلها الأساسي، ولدينا حالياً طلبات كثيرة سيستغرق تصنيعها نحو عامين".

وأكد شاهين أن شركته تستعد لتوقيع عقد بيع مع شركة سياحية في "دبي" بالإمارات العربية المتحدة (لم يذكر اسمها)، وإنتاج قوارب خاصة لها.

وأشار شاهين أن عددًا من "قوارب السلاطين" التي قاموا بإنتاجها في المصنع، تُعرض حاليًا في عدّة ولايات تركية، وعلى رأسها "أنطاليا"، و"أسكي شهير"، وشانلي أورفة"، و"قهرمان مرعش" التي تشهد زيارات من السياح المحليين والأجانب.

ونوّه بأن "قوارب السلاطين تتمتع بميزات خاصة بالعهد العثماني، حيث كانت القوارب وقتها ذات مظهر فاخر جدًا، واستُخدمت كوسائل نقل في مضيق البوسفور بإسطنبول، وتركت أثرًا كبيرًا على مستوى العالم في المرحلة التي شهدت فيها قوة الدولة العثمانية ذروتها".

ولفت المهندس التركي إلى وجود 4 متاحف حول العالم تضم "قوارب السلاطين" في الوقت الراهن، من بينها المتحف البحري بمدينة إسطنبول، والذي يضم 14 قاربًا، قائلًا: "سنبذل ما بوسعنا لنشر هذا التراث العثماني في أنحاء العالم، وأعتقد أن هذا سيكون بمثابة شكر لتاريخنا وأجدادنا".

ويشير مؤرخون أتراك إلى أن القوارب في العهد العثماني كانت تستخدم بمدينة إسطنبول لأغراض مختلفة، حيث كان بعضها مخصصًا لنقل الركاب من الشطر الأسيوي إلى الأوروبي والعكس، وبعضها كان يستخدم لإجراء رحلات في مضيق البوسفور، وتنظيم فعاليات ترفيهية وغنائية وشعرية في ذلك الوقت.

وكانت تلك القوارب تُلقّب في القرن التاسع عشر وفقًا لأصحابها وأماكن استخدامها في الدولة العثمانية، وكان بينها تسلسل هرمي تتصدّره القوارب المخصصة لنقل السلاطين، وزوجاتهم، وأبنائهم، لتكون رمزًا لقوة وعظمة الدولة في تلك المرحلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!