سامي كوهين – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

في الفترة القليلة الماضية ظهر توجه جديد للسياسة التركية الخارجية في "التوجه للعالم الثالث"، كان سببًا آخر في زيادة سوء التفاهم بين تركيا والحلفاء، والنظر إلى هذا التوجه أيضا بأنه "انحراف" مبكر عن الجادة المتفق عليا. فأنقرة وفي رؤيتها لهذا التوجه تملك الكثير من الأمور التي لم تتفق فيها مع أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، ولم يقتصر الخلاف هنا على الرؤية فحسب، بل كان للأيدولوجيا دور كبير في زيادة الشقاق بين الحلفاء.

ما هو الهدف؟

في الآونة الأخيرة حدثت تطورات كثيرة متلاحقة في هذا الباب، فزيارات رئيس الجمهورية المتعاقبة في أمريكا اللاتينية ومن ثم في أفريقيا لم تكن فقط في إطار السياسات الجديدة لأنقرة، وإنما هي أيضا جزء من التحركات في إطار الرؤية والايدولوجيا الجديدة التي عبر عنها رئيس الجمهورية في لقاءاته وخطاباته عندما كان يؤكد مرارا وتكرارا أن السياسيات الخارجية التركية ستكون دائما مع المظلومين والمغدور بهم في ايدولوجيا تتمسك بالمبادئ والأخلاق ومساعدة المحتاجين والفقراء ضد الظالمين المستحلين لدماء وأموال الشعوب...

قوبل هذا الخطاب والانفتاح الجديد في الرؤية والايدولوجيا بكثير من التعاطف والدعم في زيارة أردوغان الأخيرة إلى أفريقيا، فكلماته وخطاباته لم تتوقف عند حد الحروف، بل تجاوزت ذلك بكثير ليتم صرف ما يزيد عن 6.4 مليار دولار في الدول والشعوب الفقيرة في المنطقة الجغرافية بين الصومال وميانمار. وبينما كانت الشعوب المسلمة هي صاحبة حصة الأسد في هذا الدعم والكرم التركي، كانت الحكومة وما زالت تحرض رجال الأعمال الأأتراك على تشغيل أموالهم في تلك المناطق التي حصلت لهم فيها على امتيازات كانت فائدة أخرى مباشرة لكل كرمهما.

ما هو الخيار؟

أما بالنسبة للمكاسب التركية من الانفتاح والاستراتيجيات الجديدة فمنها مثلا: حشد التأييد والدعم الدولي في طموح أردوغان للقيادة الأممية، فأردوغان وفي كل مرة يحتج ويطالب بدولة مسلمة في مجموعة الخمسة الكبار الدائمين في عصبة الأمم المتحدة تصطف كل هذه الدول صفا واحدا لتصفق له وتدعمه... وفي جانب آخر من الصورة نجد أيضًا أن الانفتاح على العالم الثلث بعد فترة الانغلاق ومشاكل السياسات الخارجية السابقة تضيف بعدًا آخر وأصدقاء جددًا في السلة التركية الخارجية.

وهنا أريد أن أنبّه إلى أن الهدف لم ولن يكون بإيجاد "البديل" عن الغرب، فكل ما يقال في هذا الشأن لا يمكن أن يحمل إلا على أنه كلمات قيلت وتقال في حالات غضب وامتعاض من الغرب، فالآفاق والأبعاد الجديدة في السياسية الخارجية التركية ليست من أجل أن تحل مكان أخرى؛ وإنما يجب أن تكون إضافة جديدة تكون جنبا بجنب مع الخيارات والأبعاد القديمة.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس