ترك برس

رأى الحقوقي "محمد أمين أكمان" أن مهرجان يني كابي كان بمثابة الفرصة الذهبية لإعلان التكاتف الحكومي الكردي ضد حزب العمال الكردستاني "الإرهابي"، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة قد ضاعت، ولكن لا بد من استغلال الفرص القادمة في تشكيل رأي عام شامل ضد حزب العمال الكردستاني ومن يسانده على الصعيد السياسي.

يرى أكمان أن ليلة 15 تموز/ يوليو أظهرت بطولة شعب منع حركة احتلال، وليس انقلاب، كادت أن تحول تركيا إلى ساحة حرب داخلية مشابهة لدول أخرى، موضحًا أن قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ما جرى من لطف الله، يدفعنا إلى الاعتقاد بأن حرب الحكومة على جماعة غولن وكل من يساندها ستكون طاحنة فهي فرصة لن تتكرر مرة أخرى.

رسّخ خروج الشعب التركي بكافة أطيافه القومية والمذهبية والاقتصادية للتصدي لعملية الانقلاب ثوابت "روح الوحدة الشعبية" في تركيا، ويشير أكمان في مقاله على موقع الجزيرة ترك "15 تموز والمسألة الكردية" أن الحكومة التركية حازت ورقة قوية لمحاربة تغلغل جماعة غولن السرطاني داخل مؤسسات الدولة المدينة والعسكرية، الذي لطالما أعاق إعادة اللحمة الوطنية بشكل قوي في تركيا.

ووفقًا لأكمان، فإن تطهير الدولة من التغلغل الغولاني وتمكين الجهاز المدني من السيطرة الفعلية على الدولة، كبديل للسيطرة العسكري، سيعودان على المسألة الكردية بفرص سياسية واقتصادية واجتماعية جيدة، إذ يوضح أن بعض الصحف مثل زمان وطرف، وبعض وسائل الإعلام مثل طريق التبانة ومهتاب، وبعض الأفلام مثل قمة الشفقة وتركيا واحدة، وبعض منظمات المجتمع المدني مثل منتدى أبانت واتحاد التعليم، التي تتبع لجماعة غولن وكانت تحرض وتحتقر ليل نهار للمكون الكردي في تركيا، تم إغلاقها وهذا أمر سيعود بأثر إيجابي على القضية التركية، موضحًا أن الوسائل المذكورة تُعد وسائل اجتماعية إعلامية ولها تأثير يفوق أي وسيلة أخرى، ومع غياب الدور التحريضي والمُفرّق لهذه الوسائل، ستتشكل أرضية اجتماعية مواتية وداعمة لحل المشكلة الكردية.

ويُضيف أكمان أن الكثير من القضايا القانونية، مثل قضية استهداف الجيش للمدنيين في أولدارا وقضية محاولة اغتيال أردوغان عام 2007، وغيرها الكثير من القضايا القضائية التي أعاقت حركة غولن حلها السريع، معمقةً بذلك الانقسام الاجتماعي فيما يتعلق بالمسألة الكردية، ستبصر نور الحق بعد وعد وزير الطاقة "براءت البيرك" بطرحها على طاولة الحكومة لتعجيل التحقيق بها، وهذه من أهم الفوائد التي عادت على المسألة الكردية بعد 15 تموز.

حزبا العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي ومحاولة الانقلاب الفاشلة

لعب حزب الشعوب الديمقراطي، حزب السلام والديمقراطية سابقًا، "الكردي السياسي البرلماني" دورًا مهمًا في إرساء عملية السلام وبسط أرضيتها السياسة والاجتماعية بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية، ولكن مع قبل انهيار عملية السلام بفترة قليلة ومع انهيار عملية السلام أصبح حزب الشعوب الديمقراطي الحزب السياسي الأول المتهم بدعم تحركات حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" عبر توفير الغطاء السياسي والإعلامي للأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكردستاني.

وتعليقًا على تصريحات حزب الشعوب الديمقراطي حيال محاولة الانقلاب الفاشلة، يقول أكمال إن حزب الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني وجبهة ـ حزب التحرير الشعبي الثوري شاركوا رؤية فتح الله غولن المدعية بأن محاولة الانقلاب ما هي إلا سيناريو تمثيلي رسمه أردوغان لتثبيت دعائم سيطرته الفردية على السلطة، مضيفًا أن دعم حزب الشعوب الديمقراطي خاصة لهذه التصريحات والترويج لها ووصفه لمن يقفون بالشارع لصون الديمقراطية بـ"الدواعش" قطع الحبل الأخير للتوافق السياسي بينه وبين حزب العدالة والتنمية.

الأرضية تنبع بالكثير من الفرص لحل المسألة الكردية بشكل جذري، فمجموعات جماعة غولن المتغلغلة داخل الجيش وحتى الجيش نفسه كانا يعيقان محاولات الحكومة الجادة لحل الأزمة الكردية بشكل نهائي، ولكن الآن عزم حكومة حزب العدالة والتنمية على وضع محاور حل المشكلة الكردية عبر خطة التأهيل الاجتماعي والحضاري للمناطق ذات الكثافة السكانية الكردية، ستحل المشكلة الكردية بشكل سريع ومُجدٍ، على حد ما يتوقعه أكمان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!