ترك برس

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني "ياسر الزعاترة"، أن من يعتقد أن التسوية المتوقعة في سوريا بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى روسيا تعني تراجعًا من تركيا وحدها، "واهم".

وأضاف: "ليس فقط لأنها لن تقبل بهزيمة من هذا اللون تهز مكانتها الإقليمية وبين المسلمين، بل أيضا لأن تسوية لن تنعقد أصلا ما لم تحصل على موافقة من القوى المقاتلة على الأرض، ومن ورائها القوى السياسية".

جاء ذلك في مقال للكاتب الفلسطيني نشرته صحيفة "العرب القطرية"، أشار فيها إلى أن الموقف الروسي من سوريا هو ذاته، وكذلك حال الموقف التركي والعلاقات بين الطرفين في أوجها قبل أن يجري إسقاط الطائرة الروسية نهاية العام الماضي، كما أن العلاقات الاقتصادية المتميزة بين إيران وتركيا لم يتغير عليها شيء، وهما يتحاربان في سوريا أيضا، وإلى حد ما في العراق.

وقال الزعاترة إن السياسة مركبة ومعقدة، ولا يمكن تبسيطها على النحو الذي يفكر فيه كثيرون، ومن يتابع التبادل التجاري الرهيب بين أميركا والصين مثلا سيدرك ذلك، لاسيَّما إذا تذكر أنهما يعتبران نفسيهما في منافسة حادة على تصدر القرن الجديد.

والسؤال الجوهري هنا - يضيف الزعاترة - هو: هل ثمة تغير في الموقف التركي من سوريا بعد زيارة أردوغان لروسيا، وزيارة ظريف لأنقرة؟ وما شكل التغير المحتمل؟ وما الأخبار السارة خلال الستة أشهر التي تحدث عنها يلدريم؟

وأضاف: "قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من القول إن الدول الثلاث مستنزفة في سوريا، وإيران في المقدمة؛ هي التي تدفع كلفة الدفاع عن النظام كاملة، فيما نزيف تركيا أيضا واضح للعيان. أما روسيا، فإنها، وإن بدا نزيفها أقل، إلا أن هاجس التورط الطويل يسيطر عليها، لاسيَّما أنها تدرك أن أميركا تريد لها ذلك".

رأى الزعاترة أن التسوية هي وحدها التي تقنع المعارضة السورية (أكثرها على الأقل) هي التي يمكن أن تمضي، وهي تسوية لا بد أن تعني تغييرا حقيقيا في بنية النظام، وقال: "هنا تتبدى أهمية الموقف الروسي الذي يمكن أن يضغط على إيران وعلى النظام كي يقبلا بتسوية تعيد هيكلة المعادلة على نحو يعيد الاعتبار للغالبية".

وأردف قائلًا: "إذا لم يحدث ذلك، وهو ما يبدو مستبعدا في الوضع الراهن، بخاصة أن أميركا تدفع في اتجاه إطالة النزيف، فإن أي تطور ذي قيمة لن يحدث على المستوى السياسي، وسيستمر النزيف، هنا في سوريا، وفي اليمن أيضا، حتى ييأس خامنئي ويتجرع كأس السمّ، كما تجرّعه الخميني بإعلان قبول وقف الحرب العراقية الإيرانية، وبالطبع من خلال تسوية مقبولة مع العرب وتركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!