ترك برس

أعلن السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف عزم وزير خارجية بلاده سيرغي لافروف إجراء زيارة رسمية إلى تركيا، متوقعًا أن تكون الزيارة في تشرين الثاني/ نوفمبر أو كانون الأول/ ديسمبر المقبلين.

وذكر كارلوف في حوار مع وكالة الأناضول أن العلاقات التركية الروسية دخلت مرحلة جديدة عقب الرسالة التي بعث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تموز/ يوليو الماضي، والزيارة التي أجراها إلى مدينة سانت بطرسبرغ في 9 آب/ أغسطس الجاري ولقائه ببوتين.

وصرّح كارلوف بأن هناك العديد من القضايا والمسائل المدرجة على أجندة لافروف أثناء زيارته المنتظرة إلى تركيا، مشيرًا إلى أن الموضوع الأكثر أهمية بين هذه القضايا هو الوضع في سوريا وتداعياته وانعكاساته على المنطقة والعالم.

وأشار السفير الروسي إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تراجع بنسبة 43 بالمئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، وأن هذا التراجع نجم عن توقف عمل اللجنة الاقتصادية المشتركة التي كانت تشرف على التبادلات التجارية بين البلدين، مضيفًا أن لقاء زعيمي البلدين في بطرسبرغ مؤخرًا أعاد تفعيل آليات التبادل التجاري وفتح مجالًا للبحث عن وسائل أخرى لتطوير التعاون القائم بين تركيا وروسيا.

ولفت السفير الروسي في هذا السياق إلى إمكانية عقد لقاء ثنائي بين وزيري اقتصاد البلدين في إسطنبول قبيل انعقاد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة المقرر إجراؤه في تشرين الأول/ أكتوبر القادم بإسطنبول، مبينًا أن الجانبين يعقدان اجتماعات ثنائية لمناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية أيضًا.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الروسية سترفع الحظر المفروض على دخول المنتجات التركية، وخاصة الخضار والفواكه إلى أسواقها، قال كارلوف: "خلال الفترة الماضية اعتمدت روسيا على الإنتاج المحلي من جهة، وقامت بالبحث عن مصدرين آخرين، ومن غير الممكن أن يتم إيقاف الفعاليات الزراعية الجارية في روسيا حالياً، لكن هناك بعض المواد الضرورية التي نقوم باستيرادها من تركيا، نظراً للظروف البيئية في روسيا".

وفيما يتعلق بمجال السياحة واستئناف رحلات الشارتر إلى تركيا (الرحلات الآنية غير المبرمجة سابقاً)، أوضح كارلوف أنه "من غير الممكن إعادة التعاون السياحي إلى سابق عهده دون استئناف الرحلات المذكورة بين البلدين"، مشيراً إلى الرقم القياسي الذي تمّ تحطيمه في عام 2014، بقدوم قرابة 4.5 مليون سائح روسي إلى تركيا، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ كافة العوائق التي كانت تحول دون قدوم السيّاح الروس إلى تركيا، قد تمّت إزالتها.

وعن إنشاء محطة أق كويو النووية في ولاية مرسين التركية، أفاد السفير الروسي لدى أنقرة، أنّ "موسكو التي تشرف على إنشاء المحطة، لم تقطع التعاون مع أنقرة في هذا الخصوص أبداً"، معرباً عن ثقته بأنّ يتم استئناف إنشائها بأقرب وقت ممكن.

وحول مشروع خط أنابيب السيل التركي الهادف لنقل الغاز الروسي إلى دول القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية، أكّد كارلوف أنه تمّ التفاهم بين البلدين حول إنشاء خطين إثنين من خطوط هذا المشروع، وأنّ تنفيذهما يستوجب توقيع اتفاقية بين حكومتي البلدين.

وفيما يخص محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا منتصف الشهر الماضي، قال كارلوف إنّ بلاده مستعدة للتعاون مع تركيا ضدّ كافة المنظمات الإرهابية، مشيراً في هذا السياق أنّ بلاده "بدأت بمكافحة منظمة الكيان الموازي الضالعة في محاولة الانقلاب قبل تركيا بـ 10 سنوات، وذلك عبر إغلاق كافة مدارسها، وفرض حظر على العديد من أنشطة المنظمة الإرهابية".

وعلّق كارلوف في حديثه للأناضول على القرارات المتخذة في اجتماع سان بطرسبرغ الأخير بين أردوغان وبوتين حول التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين أنقرة وموسكو، قائلاً: "هناك اجتماع وشيك بين اللجنة المشتركة المعنية بشؤون الصناعات الدفاعية والتقنيات العسكرية، وروسيا شاركت سابقاً في مناقصات تركية خاصة بالصناعات الدفاعية".

وقيّم كارلوف في معرض حديثه، الشائعات التي تقول بأنّ التقارب التركي الروسي أقلق الدول الغربية، مؤكّداً أنّ "موسكو لا تتعاون مع أي دولة بهدف استفزاز وإضرار دولة أخرى، بعكس السياسات الخارجية التي تتبناها الدول الغربية".

وتابع كارلوف قائلاً: "لاحظنا خلال الأعوام الأخيرة أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ودول القارة الأوروبية فرضت على الدول المتعاونة معها شرط قطع أو تخفيف علاقاتها مع الدول الأخرى، أما نحن فلا نقوم بمثل هذه الخطوة، وتطوير علاقاتنا مع تركيا لا يتعارض مع مصالح أي دولة أخرى".

وحول تأسيس آلية ثلاثية مشتركة بين روسيا وتركيا وإيران للنظر في الأزمة السورية، أفاد كارلوف أنه لا يجد أي مانع يحول دون تشكيل هذه الآلية، سيما أن الدول الثلاثة المذكورة تتمتع بدور كبير في المنطقة"، مشيراً أنّ هذه الدول تهدف إلى إحلال الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تصريح أدلى به في 10 آب/ أغسطس الجاري، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قررا قيام كل طرف بإنشاء آلية ثلاثية مؤلفة من موظفين في الاستخبارات والجيش، والسك الدبلوماسي، تعملان مع بعضهما من أجل تسوية الأزمة السورية.

وعن الملف السوري وآخر التطورات الميدانية والسياسية الحاصلة، جدد كارلوف موقف بلاده الداعم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والرافض بشكل قاطع لتشكيل كيانات متعددة داخل الأراضي السورية، لافتاً أنّ "تطابق الأهداف التركية الروسية حول الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، يبعث الأمل حول إمكانية تقارب وجهات نظر البلدين حيال حل الأزمة الراهنة في سوريا".

وأعرب كارلوف عن اعتقاده بأنّ المشاركة الفعلية للمقاتلات التركية في قصف مواقع تنظيم داعش إلى جانب قوات التحالف الدولي، لن تسبب مشاكل، مبيناً أنّ المواقف المبدئية لبلاده تقتضي "توحيد جهود كافة الأطراف الدولية في محاربة المنظمات الإرهابية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!